• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

بيان ذلك: أن المقصود من إرسال الرسل و بعث الأنبياء كما عرفت، هو إرشاد الناس نحو المصالح و المفاسد الواقعية، و إعداد مقدمات معها يمكن تربيتهم و تزكيتهم علي ما هو الكمال اللائق بمقام الإنسانية و سعادة الدارين، و هو لا يحصل بدون العصمة، إذ مع الخطأ و النسيان أو العصيان لا يقع الإرشاد إلي المصالح و المفاسد الواقعية، كما لا يمكن تربية الناس و تزكيتهم علي ما تقتضيه السعادة الواقعية و الكمال اللائق بهم. و من المعلوم أن تصديق الخاطي و العاصي نقض للغرض من إرسال الرسل و هو خلاف الحكمة، فلا يصدر منه تعالي.

و عليه فيكون رسله و أنبياؤه معصومين عن الخطأ و النسيان و العصيان لئلا يلزم نقض الغرض.

و هذا دليل تام، ولكنه أخص من المذهب المختار؛ لأنه لا يشمل قبل البعثة، فيحتاج في إفادة تمام المراد إلي ضميمة الأدلة الاُخري، كالأدلة السمعية الدالة علي أن النبوة شأن المخلصين من العباد، و المصطفين من الأخيار ممن لا سلطة للشيطان عليهم بقوله تعالي: «واذكر عبادنا إراهيم و إسحاق و يعقوب اُولي الأيدي والأبصار إنا اخلصناهم بخالصةٍ ذكري الدار و إنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار و اذكر إسماعيل و اليسع و ذاالكفل و كل من الأخيار» (1).

و هنا تقريب آخر يظهر من تجريد الاعتقاد و شرحه و هو كما في الثاني «أن المبعوث إليهم لو جوزوا الكذب علي الأنبياء و المعصية، جوزوا في أمرهم و نهيهم و أفعالهم التي أمروهم باتباعهم فيها ذلك، و حينئذٍ لا ينقادون إلي امتثال أوامرهم، و ذلك نقض للغرض من البعثة» انتهي.

و فيه أنه لا يفيد إلاّ العصمة عن المعصية، و أما العصمة عن الخطأ و النسيان

1) ص: 45.