• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و فيه أن هذا التعريف أخص، لاختصاصه بالعصمة عن الذنوب، مع أن العصمة كما عرفت علي أقسام و أنواع. ثم إن القدرة علي الخلاف صحيحة في بعض أقسامها، كالمعاصي و الذنوب، فإن هذه الموهبة لا تسلب عنهم الاختيار بالنسبة إليها، و أما العصمة عن الخطأ و السهو و النسيان في تلقي الوحي و إبلاغه، والتفسير و التبيين و غيره، فهي أمر لا يقع باختيارهم، بل يقع بأذنه تعالي بدون وساطة اختيارهم، فلا يعد من أفعالهم.

فالأولي في التعريف أن يقال: إنها موهبة‌ إلهية يمتنع معها ظهور الخطأ و النسيان عنهم، كما يمتنع صدور الذنوب و المعاصي، أو اتخاذ العقائد الفاسدة والآراء الباطلة منهم مع قدرتهم عليها.

و كيف كان، فقد ظهر مما ذكرناه أن تعريف المصنف ـ قدّس سرّه ـ بأن العصمة هي التنزه عن الذنوب و المعاصي صغائرها و كبائرها، و عن الخطأ و النسيان، و إن لم يمتنع عقلاً علي النبي أن يصدر منه ذلك، من باب تعريفها باللازم و الأثر.

ثم إن العصمة علي ما عرفت اختيارية و غير اختيارية، و الأولي فضيلة لهم؛ لأنهم هم الذين يتركون داعية الذنوب فضلاً عن نفسها بالاختيار، و كفي به فضلاً، والثانية ليست بنفسها فضيلة لعدم مدخلية اختيارهم فيها، ولكن اختصاص هذه الموهبة بهم يكشف عن لياقتهم لايهاب هذا اللطف العظيم في علم الله الحكيم و هي فضيلة غاية الفضيلة؛ لأن لياقتهم حاصلة بحسن انقيادهم في علمه تعالي و من المعلوم أن حسن الانقياد فعل اختياري لهم، فالعصمة فضيلة اختيارية باعتبارها أو باعتبار مكشوفها من حسن الانقياد.

ثم إن ترك داعية الذنوب فضلاً عن نفسها بالاختيار، إما ناشٍ عن ايمانهم بالله و اليوم الآخر وقوة ارادتهم مع علمهم بالحقائق و تأثير المعاصي في الدنيا و الآخرة علماً بيناً لا سترة فيه، أو حبهم بالله تعالي خالصاً لا يخلطه شيء آخر.