مع السحرة
بخلاف الاعجاز فإنه لا يمكن فيه المعارضة.
لا يقال: إن
مثل الارتباط مع الأجنّة ربما يتفق لبعض النفوس من دون سلوك طريق أو رياضة فليس له
أسباب عادية حتي يمكن سلوكها أو معارضتها؛ لأنا نقول: إن أمثال ما ذكر لا يكون
خرقاً للعادة، بل من نوادر الاُمور و هي ليست من خارق العادات فاتفاق ذلك الأمر
لبعض النفوس في بعض الأحيان شاهد كونه من النوادر مع أن الذي يكون خرق العادة هو الذي
لا يقع عادة ولا نادراً.
ثالثها:
أن الإعجاز لا يكون خارجاً
عن أصل العلية، فإن العلل المعنوية أيضاً من العلل، و مشمولة لتلك القاعدة، كما أن
العلل الطبيعية لا تنحصر في العلل الموجودة المكشوفة، لا مكان اكتشاف علل طبيعية
اخري في الاتي، و عليه فالاعجاز معلول من المعاليل، و له علة معنوية، و هذه العلة
المعنوية قد تستخدم في الاعجاز الاسباب الطبيعية، كما دعا النبي ـ صلّي الله عليه
و آله ـ في حق معاند فسلط الله عليه سبعاً فأكله، و قدر يكتفي بالعلل المعنوية
كإحياء الموتي أو انبات شجر مثمر في دقائق قليلة، و قد يكتفي بالعلل المعنوية
كإحياء الموتي أو انبات شجر مثمر في دقائق قليلة، و كيف كان، فالنظام الاعجازي
يقدم علي النظام الجاري بارادته تعالي، و مشيته، فليس المعجزة بلا سبب و علة، حتي
يقال: بأنه نقص لأصل العلية و مما ذكر يظهر ما في مزعمة الماديين حول الاعجاز حيث
تخيلوا أنه ينافي أصل العلية.
رابعها:
أنه لا يلزم تكرار المعجزة
للتصديق بالنبي؛ لأن اللازم هو حصول العلم بصدق النبي وهو يحصل بمعجزة واحدة، بل
لا يلزم رؤية المعجزة؛ لأن نقلها متواتراً يوجب العلم بوقوع المعجزة، و كونها
شاهدة لصدق النبي، و أما وقوع المعجزات المتكررة عن بعض الأنبياء، فلعله لبقاء
الحاجة إليها لصيرورة نقلها متواتراً للغائبين و غير الموجودين، حتي يحصل لهم
العلم بوقوعها كالشاهدين، و من ذلك ينقدح أن المعجزات المتكررة لا تخرج عن عنوان
المعجزة لو وقعت بعد