• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

للعادة، فيعلم أن صاحبها فوق مستوي البشر بما له من ذلك الاتصال الروحي بمدبر الكائنات.

و إذا تم ذلك لشخص من ظهور المعجز الخارق للعادة، وادعي مع ذلك النبوة و الرسالة، يكون حينئذٍ موضعاً لتصديق الناس بدعواه، و الايمان برسالته، والخضوع لقوله و أمره، فيؤمن به من يؤمن و يكفر به من يكفر.

و لأجل هذا وجدنا أن معجزة كل نبي تناسب ما يشتهر في عصره من العلوم و الفنون، فكانت معجزة موسي ـ عليه السلام ـ هي العصا التي تلقف السحر و ما يأفكون، إذ كان السحر في عصره فناً شائعاً، فلما جاءت العصا بطل ما كانوا يعملون، و علموا أنها فوق مقدورهم، و أعلي من فنهم، و أنها مما يعجز عن مثله البشر و يتضاءل عندها الفن و العلم، و كذلك كانت معجزة عيسي ـ عليه السلام ـ و هي ابراء الأكمه و الأبرص، و إحياء الموتي، إذ جاءت في وقت كان فن الطب هو السائد بين الناس، و فيه علماء و أطباء لهم المكانة العليا فعجز علمهم عن مجاراة ما جاء به عيسي عليه السلام.

و معجزة نبينا الخالدة هي القرآن الكريم، المعجز بلاغته و فصاحته في وقت كان فن البلاغة معروفاً، و كان البلغاء هم المقدمون عند الناس، بحسن بيانهم وسمو فصاحتهم فجاء القرآن كالصاعقة، أذلهم و أدهشهم و أفحمهم، إنهم لا قبل لهم به فخنعوا له مهطعين عندما عجزوا عن مجاراته و قصروا عن اللحاق بغباره و يدل علي عجزهم أنه تحداهم باتيان عشر سور مثله، فلم يقدروا، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله