التأمل و
الاشكال، فإن الفترة بدون حجة الله ممنوعة.
نعم هنا
احتمالات اُخر: أحدها: أن يكون من سكن فيها من نسل من خرج عن دار الإيمان إلي دار
الكفر، ثم اتفق عبوره إليها و سكن فيها بالاختيار أو الاضطرار، فإنه عصي بخروجه عن
دار الإسلام التي يمكن إقامة شعائر الايمان فيها، و من خرج عمداً عنها إلي دار
الكفر التي لا يمكن له إقامة شعائر الايمان فيها، لا يستحق بعصيانه أن يأتيه دعوة
الأنبياء، و هذا الحرمان أمر يتحقق من نفسه في حق نفسه و في حق نسله، فهو ظالم
لنفسه و لنسله في هذا الحرمان.
و ثانيها:
أنه كانت هذه القارة متصلة بقارة اُخري التي جاءتهم دعوة النبي، ثم انفصلت عنها،
كما احتمل ذلك في علم الجغرافية علي المحكي، فتأمل.
و ثالثها:
أنه جاءهم الأنبياء والحجج، ولكن قتلوهم ولم يقبلوهم، و كيف ما كان، فلا مجال
لدعوي نقض البرهان بمثل هذا، فإن غايته أنه مجمل ولا يرفع اليد عن المعلوم
بالمجمل، بل يحمل المجمل علي المبين.