• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

سهم كبير في فعلية دواعي الخير في نفوس الناس و جذبهم نحو السير و السعي نحو الكمال، كما لا يخفي.

هذا كله تمام الكلام في الصغري، و أما الكبري فسيأتي الكلام فيها إن شاء الله تعالي.

الثاني:

في معني كون البعث و إرسال الرسل رحمة و لطفاً في حق العباد. فاعلم أن المراد من كون ذلك لطفاً ليس إلاّ ما يتمكن به الإنسان، من سلوك اختياري في طريق السعادة، إذ بدون هذا اللطف لا يعلم الطريق حتي يسلكه، و يجتنب عن طريق السعادة، إذ بدون هذا اللطف لا يعلم الطريق حتي يسلكه، و يجتنب عن طريق الضلالة، فالبعث و إرسال الرسل هو اللطف الممكن الذي لا يستغني عنه الإنسان أصلاً، لا ما اصطلح في علم الكلام فإن المراد منه هو اللطف المقرب لا الممكن، و لذا عرفوه بأنه مايقرب العبد إلي الطاعة، و يبده عن المعصية، ولا حظ له في التمكين، ولا يبلغ الالجاء، و مثلوا له بمن دعا غيره إلي طعام و هو يعلم أنه مع كونه مكلفاً بالإجابة، و متمكناً من الامتثال لا يجيبه إلاّ أن يستعمل معه نوعاً من التأدب المذكور يقرب المكلف إلي الامتثال و يبعده عن المخالفة، فإذا كان للداعي غرض صحيح في دعوته، يجب عليه التأدب المذكور تحصيلاً لغرضه، و إلاّ نقض غرضه الصحيح و هو قبيح عن الحكيم.

و من المعلوم ان الإنسان بالنسبة إلي سلوك طريق السعادة و الاجتناب عن طريق الضلالة، ليس كالمدعو الذي ذكر في المثال متمكناً عن الإجابة و الامتثال، فإن الإنسان لا يعلم بجميع ما يصلح له و ما يضره إلاّ بالعثة و إرسال الرسل، فجعل البعث و إرسال لطفاً بالمعني المذكور في الكلام، تنازل عن درجة الحاجة إلي البعثة بلا وجه، إذ حاجة الإنسان إليها أشد و أزيد من ذلك.

و عليه فلا مورد لتعبير المصنف حيث قال في بيان الحاجة إلي البعثة: