• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

جهات مختلفة، و قد عرفت الاشارة و التنبيه عليها، و حيث أراد المصنف إثبات لزوم اللطف في المقام، قال ما حاصله: إن النبوة لطف، و اللطف لازم كماله و صفاته، فالنبوة لازمة.

ثم أعاد الكلام في نبيين حاجة الإنسان إلي الرسل و الأنبياء، لأن يتضح صغري القياس، و حيث كان غاية الغايات من إرسال الرسل عنده، هو بلوغ الإنسان إلي درجات السعادة، لاحظ سبيل تزكية الإنسان، و شرع من أن الإنسان مركب من نوازع مختلفة، نوازع خير و نوازع فساد، و بين تلك النوازع منازعة، ولا يزال تخادع الأميال و الأهواء مع دواع الخير، من دون مساواة بينهما، فإن الأولي فعلية بفعلية أسبابها كدعوة الشيطان و من تبعه نحو الفساد، بخلاف الثانية فإنه ل سبب لفعليتها نوعاً لو لم يكن نبي أو رسول أو إمام ومن تبعهم، ومن المعلوم ان وجود النبيّ أو الرسول أو الإمام في تلك المنازعة الغير المتساوية من أوضح الألطاف، فإنهم يزيدون في معرفة الناس بالله و المعاد و المعارف لاحقة، إلي أن تصير دواعي الخير و الصلاح، قبال نوازع الفساد فعلية متعادلة، و يؤكدون ذلك بالتبشير و التنذير، والوعد والوعيد، و يثيرون الفطرة و العقول من القوة إلي الفعلية، إلي أن لا يسلك سبيل الفساد و الضلالة إلاّ الشقي.

قال مولانا أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: «فبعث فيهم رسله و واتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته، و يذكروهم منسي نعمته، و يحتجوا عليهم بالتبليغ، و يثيروا لهم دفائن العقول، و يروهم آيات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع و مهاد تحتهم موضوع» (1).

هذا مضافاً إلي أن وجود الأنبياء و الرسل اُسوة في الكمالات الإنسانية، و له

1) نهج البلاغة: صبحي صالح، الخطبة 1، ص 43.