• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و تلبس علي العقل طريقه إلي الصلاح و السعادة و النعيم، في وقت ليس له. تلك المعرفة التي تميز له كل ما هو حسن و نافع، و كل ما هو قبيح و ضار، و كل واحد منا صريع لهذه المعركة من حيث يدري ولا يدري إلاّ من عصمه الله.

و لأجل هذا يعسر علي الإنسان المتمدن المثقف، فضلاً عن الوحشي الجاهل، أن يصل بنفسه إلي جميع طرق الخير و الصلاح و معرفة جميع ما ينفعه و يضره في دنياه و آخرته، فيما يتعلق بخاصة نفسه أو بمجتمعه و محيطه، مهما تعاضد مع غيره من أبناء نوعه، ممن هو علي شاكلته و تكاشف معهم، و مهما أقام بالاشتراك معهم المؤتمرات و المجالس و الاستشارات فوجب أن يبعث الله تعالي في الناس رحمة لهم و لطفاً بهم «رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة» و ينذرهم عما فيه فسادهم، و يبشرهم بما فيه صلاحهم و سعادتهم.

إنما كان اللطف من الله تعالي واجباً فلأن اللطف بالعباد من كماله المطلق، و هو اللطيف بعباده و الجواد الكريم، فإذا كا المحل قابلاً و مستعداً لفيض الوجود و اللطف، فإنه تعالي لابد أن يفيض لطفه، إذ لا بخل في ساحة رحمته، ولا نقص في جوده و كرمه.

و ليس معني الوجوب هنا أن أحداً يأمر بذلك فيجب عليه أن يطيع ـ تعالي عن ذلك ـ، بل معني الوجوب في ذلك هو كمعني الوجوب في قولك: إنه واجب الوجود (أي اللزوم و استحالة الانفكاك) (1)

(1) هنا مطالب، الأول: أن حاجة الإنسان إلي الرسل و الأنبياء من