• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و لا يزال الخصام الداخلي في النفس الإنسانية مستمراً بين العاطفةو العقل، فمن يتغلب عقله علي عاطفته كان من الأعلين مقاماً، و الراشدين في انسانيتهم و الكاملين في روحانيتهم.

و من تقهره عاطفته كان من الأخسرين منزلة و المتردين إنسانية، و المنحدرين إلي رتبة البهائم.

وأشد هذين المتخاصمين مراساًعلي النفس هي العاطفة و جنودها.

فلذلك تجد أكثر الناس منغمسين في الضلالة ومبتعدين عن الهداية باطاعة الشهوات، و تلبية نداء العواطف «و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين».

علي أن الإنسان لقصوره و عدم اطلاعه علي جميع الحقائق و أسرار الأشياء المحيطة به، والمنبعثة من نفسه، لا يستطيع أن يعرف بنفسه كل ما يضرة و ينفعه، ولا كل ما يسعده و يشقيه، لا فيما يتعلق بخاصة نفسه ولا فيما يتعلق بالنوع الإنساني و مجتمعه و محيطه، بل لا يزال جاهلاً بنفسه، و يزيد جهلاً أو ادراكاً لجهله بنفسه لكما تقدم العلم عنده بالاشياء الطبيعية و الكائنات المادية.

و علي هذا فالإنسان في أشد الحاجة ليبلغ درجات السعادة، إلي من ينصب له الطريق اللاحب، و النهج الواضح إلي الرشاد و اتباع الهدي، لتقوي بذلك جنود العقل حتي يتمكن من التغلب علي خصمه اللدود اللجوج عند ما يهيء الانسان نفسه لدخول المعركة الفاصلة بين العقل و العاطفة.

و أكثر ما يشتد حاجته إلي من يأخذ بيده إلي الخير و الصلاح عندما تخادعه العاطفة و تراوغة، ـ و كثيراً ما تفعل ـ فتزين له أعماله و تحسن لنفسه انحرافاتها، إذ تريه ما هو حسن قبيحاً، أو ما هو قبيح حسناً،