• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

المعين بوجود من يصلح للنبوة و الرسالة، مع أنه لا عل لاحد بذل إلاّ بتعيين الله تعالي، مع اقامة البينات و المعجزات، كما أنه لا مجال لتربيته؛ لأن تأديب شخص للنبوة لا يتأتي عن الناس، الذين لا يعلمون بموقع النبوة و الرسالة، فالنبوة و الرسالة سفارة إلهية تتعين من ناحية تعالي، ولا سبيل للعلم بها إلاّ من جانبه تعالي.

و أيضاً بعد تعيين الله تعالي لا خيرة لغيره فيما اختاره الله عزّوجلّ؛ لأنه أعلم بمن يكون قابلاً لذلك المقام، فعلي الناس الطاعة و التبعية.

و بالجملة إن النبوة سفارة، و النبي سفير، و أمر السفير لا يكون إلاّ بيد من أرسله ولا خيرة لأحد فيه.

قال الصادق ـ عليه السلام ـ في جواب زنديق سأله من أين أثبت الأنبياء و الرسل؟ قال: «إنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا، و عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه، فيباشرهم و يباشروه، و يحاجهم و يحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلي خلقه و عباده و يدلونهم علي مصالحم و منافعهم، و ما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، و المعبرون عنه جل و عز، وهم الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس ـ علي مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب ـ في شيء من أحوالهم، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان مما أتت به الرسل و الأنبياء من الدلائل و البراهين، لكي لا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقالته، و جواز عدالته» (1).

1) الاُصول من الكافي: ج1 ص168.