• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

إذ الاكتفاء بذلك في تعليل الرسالة في قوة حصرلزوم الرسالة و البعثة في الإنسان الاجتماعي، مع أنه محتاج إليها قبل صيرورته اجتماعياً كما عرفت، علي أنه إهمال لأمر آخرته؛ لأن تمام الكلام عليه في بقاء النوع الإنساني في الدنيا، بحيث يصل حق كل ذي حق إليه، ولا توجه فيه إلي سعادته الاُخروية، هذا مضافاً إلي أن النبوة و الرسالة مقام عظيم تكون الحكومة و إقامة العدل شأناً من شؤونه، فلا ينبغي حصرها فيها كما لا يخفي، و لذا قال في «العقائد الحقة» بعد نقل الطريق المذكور عن الحكماء: «و العجب قصر النظر في هذا البيان إلي اصلاح معاش الناس، و عدم التوجه إلي الآخرة، مع أن الدنيا دار المجاز و الآخرة دار القرار» (1).

نعم ربما يقال: إن البحث عن النبوة حيث كان قبل اثبات المعاد و مقدماً عليه فلا مجال في مقام اثبات النبوة لمراعات سعادة الانسان في المعاد، و عليه فالاحسن هو طريقة الشيخ و غيره من الفلاسفة في إثبات النبوة، ولكن الجواب عنه بكفاية احتمال وجود الآخرة في جواز ملاحظة السعادة الاُخروية في الدليل الذي اُقيم لإثبات النبوة بأن يقال مثلاً: إن الإنسان الذي يحتمل أن يكون له وجود أبدي و له معاد اُخروي و السعادة الابدية كيف يمكن أن يهتدي بنفسه إلي طريق السلوك، بل يحتاج إلي تعليمات سماوية هذا مضافاً إلي إمكان جعل شيء متأخر اصلاً موضوعياً في البحث المتقدم كما لايخفي.

سادسها :

في أمر تعيين النبي و الرسول، و قد صرح المصنف بكونه بيدالله تعالي حيث قال: «كما نعتقد أنه تعالي لم يجعل للناس حق تعيين النبي أو ترشيحه أو انتخابه، و ليس لهم الخيرة في ذلك، بل أمر كل ذلك بيده تعالي؛ لأنه أعلم حيث يجعل رسالته» و هو واضح؛ لأن التعيين أو الانتخاب فرع علم

1) العقائد الحقة: ص11 ـ 12.