• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ثم إن الفطرة تشبه الغريزة في كونها من خصائص الخلقة و لكنها تفترق عنها ماُمور:

(أحدها) :

أن الفطرة بعد الإشارة و التنبيه لو خليت و طبعها يعني لم تقترن بالموانع تسوق الانسان نحو الكمال المطلق بخلاف غرائز الانسانية فإنها لا جهة لها بدون أن يكون للعقل عليها تحديد و اشراف .

(و ثانيها) :

أن حب الكمال المطلق أو الرجاء به عند تقطع الأسباب العادية أو ملائمة عبادة‌ المعبود المطلق أو غير ذلك من الاُمور الفطرية ترجع كما عرفت إلي المعرفة الفطرية التي غفل عنها كثير من الناس ، بخلاف الغرائز فإنها لا ترجع إلي المعرفة أصلاً كما لا يخفي.

ثم إنه يظهر مما ذكر ما في دعوي إن كلّ ما استدل به لإثبات المبدأ المتعالي متوقف علي أصل العلية؛ لما عرفت من أن المعرفة الفطرية من خصائص الخلقة كالغريزة و إن كان أساس هذه المعرفة و الشهود هو معلولية الانسان. نعم تتوقف فطرة العقل علي المقدمات البديهية بخلاف فطرة القلب؛ لما عرفت.

ثم ينقدح مما ذكر جواز الاكتفاء بالمعرفة الفطرية مع شواهد وجودها من الرجاء أو الحب لكمال المطلق؛ لإثبات المبدأ المتعالي و لولا وساط الناس الذين غفلوا عن وجودها في أنفسهم فلا حاجة إلي الأدلّة العقلية، كما لا يخفي.

الثاني:

الإمكان، و المراد به إما هو الامكان الماهوي أو الامكان الوجودي، ولأول وصف الماهية و اُريد به استواء الذات بالنسبة إلي الوجود و العدم بحيث يحتاج ترجح الوجود علي العدم إلي السبب الخارجي، أو اُريد به سلب ضرورة الوجود والعدم عن الماهية. والثاني وصف الوجود و اُريد به افتقار الوجود بحيث يكون عين التعلق و الربط و الحاجة إلي العلة بحيث لا استقلال له في أصل وجوده و بقائه .

والوجود بعد كونه أصيلاً لا يتصف بالإمكان حقيقة إلاّ بهذا الاعتبار.