• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

بعده» (1).

وقال ـ أيضاً في ذيل قوله تعالي: «و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم» (2) ـ: والمعني ما كان لبشر أن يكلمه الله نوعاً من أنواع التكليم، إلاّ هذه الأنواع الثلاثة: أن يوحي وحياً، أو يكون من وراء حجاب، أو أن يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء. ثم إن ظاهر الترديد في الآياته ب‍ «أو» هو التقسيم علي مغايرة بين الأقسام، و قد قيد القسمان الأخيران بقيد كالحجاب و الرسول الذي يوحي إلي النبي، ولم يقيد القسم الأول بشيء، فظاهر المقابلة يفيد أن المراد به التكليم الخفي من دون أن يتوسط واسطة بينه تعالي و بين النبي أصلاً، و أما القسمان الآخران ففيهما قيد زائد، و هو الحجاب أو الرسول الموحي و كل منهما واسطة، غير أن الفارق أن الواسطة الذي هو الرسول يوحي إلي النبي بنفسه، والحجاب واسطة ليس بموحٍ، و إنما الوحي من ورائه ـ إلي أن قال ـ: و لما كان للوحي في جميع هذه الأقسام نسبة إليه تعالي علي اختلافها، صح إسناد مطلق الوحي إليه بأي قسم من الأقسام تحقق، و بهذه العناية أسند جميع الوحي إليه في كلامه، كما قال: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح و النبيين من بعده» (3) و الحاصل أن الوحي بجميع أقسامه مختص بالنبي، و عليه أجمعت الاُمة الإسلامية. نعم قد يطلق الوحي علي الهداية التكوينية كقوله تعالي: «و أوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً» (4) ولكنه بالعناية و المجاز لظهور الوحي في عرف المتديين بالأديان الإلهية من بدو مجيء الأنبياء والرسل فيما ذكر من أنه نوع رابطة أو كلام خفي بين الله تعالي و بينهم بواسطة أو بدونها فلا تغفل.

1) النساء: 162، راجع تفسير الميزان: ج2 ص147.
2) الشوري: 51.
3) تفسير الميزان: ج18 ص76.
4) النحل: 68.