• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

باب الشهود و العلم الحضوري الذي لا يحتاج إلي وساطة شيء آخر.

و هذا الادراك يؤكد بالعبادات المأثورة الشرعية إذ كلّما إزدادت النفس تزكية وصفاء كان هذا الإدراك فيها آكد و أتم .

و كلّما ازدادت النفس فسقاً و فجوراً كان الإدراك المذكور فيها ضعيفاً و يؤول ضعفه إلي حدٍ ربما يتخيل عدمه .

و للرسل سهم وافر في إزدياد هذا الإدراك و تقويته كما أشارإليه أمير المؤمينين ـ عليه السلام ـ بقوله : « فبعث فيهم رُسُلَه و واتر إليهم أنبياءه لِيَسْتَأدُوهم ميثاقَ فطرته و يُذكِّروهم مَنسِيّ نعمَته وَ يَحتَجُّوا عليهم بالتبليغ و يُثيروا لهم دفائنَ العقول » (1).

و كيف كان فهذا الإدراك لا يختص بزمان دون زمان و بقوم ، بل هو موجود في الإنسان من بدء حياته إلي زماننا هذا و بعده ، كما اعترف به جمع كثير من علماء الغرب أيضاً علي ما حكاه الاُستاذ الشهيد المطهري ـ قدّس سرّه ـ و هو من شواهد كون هذا الإدراك فطرياً(2) .

و إلي ما ذكر يشير الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ في قوله : « فطرهم علي المعرفة به » (3) .

ثم إن الفطرة لا تبديل لها و إن أمكن خفاؤها ، بسبب توجه النفس إلي الدنيا و الاُمور المادية و الاشتغال بها . و لعل قوله تعالي : « فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم » (4) يشير إلي ذلك .

1) نهج البلاغة : خطبة 1 .
2) راجع اصول فلسفه : ج 5 ص 72 .
3) اصول الكافي : ج 2 ص 13 .
4) الروم : 30 .