الإمامية، من
أن غاية أفعاله هي انتفاع الخلق، فإنه و إن لم يستلزم استكمال الذات بالغايات
المترتبة علي الأفعال، ولكن ذلك يوجب أن يكون لغير ذاته تأثير في فاعليته مع أنه
تام الفاعلية ولا يتوقف في فاعليته علي شيء
(1).
فاصحيح هو
أنه يقال: إن انتفاع الخلق هو غاية الفعل لا غاية فاعلية الفاعل، إذ لا حاجة له
تعالي إلي شيء من الأشياء، ولا يتأثر من شيء (2).
نعم ذهب بعض
المحققين إلي إمكان الجمع بين الأقوال، بأن يقال: إن من حصر الغاية في ذاته تعالي
أراد الغاية الأصلية و الذاتية، و من نفي الغاية في أفعاله أراد نفي داع زائد علي
ذاته في فاعليته، و من جعل العلة الغائية انتفاع الخلق أراد بيان الغاية الفرعية و
التبعية. انتهي (3) إلاّ أن هذا التوجيه و إن كان
حسناً في نفسه ولكن لا يساعده عبائر القوم فراجع، و لله الحمد.