• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ما نسب إلي بعض الأنبياء و الأولياء من أنهم ربما أخبروا بوقوع شيء ثم انكشف الخلاف، ولكن هذه الأخبار معارضة مع قاعدة اللطف، فإن الإخبار الجزمي مع انكشاف الخلاف، يوجب سلب الاعتماد، هذا مضافاً إلي معارضتها مع الأخبار الاُخر أيضاً، كما روي عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ يقول: «العلم علمان: علم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه، و علم علمه ملائكته و رسله، فأما ما علم ملائكته و رسله، فإنه سيكون، لا يكذب نفسه، ولا ملائكته ولا رسله، و علم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يثبت ما يشاء» (1).

و ما روي عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ: «إنّ لله علمين: علم مكنون مخزون، لا يعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه فنحن نعلمه» (2).

فليحمل تلك الاخبار علي أن أخبار الأنبياء ليس علي الجزم والبت، كما حكي عن الشيخ الطوسي، و جعله الفاضل الشعراني حاسماً لمادة الاشكال (3)، إذ الإخبار اذا لم يكن عن جزم، بل علي ما تقتضيه المقتضيات، فتخلفه لا يوجب سلب الاعتماد، خصوصاً إذا كان الأخبار و انكشاف الخلاف مقروناً بتبيين وجه أوجب تغيير المقتضيات، و أما التفصيل بين الوحي و الالهام بوقوع البداء في الثاني دون الأول، كما في البحار، أو القول بوقوع البداء في كلام الأنبياء نادراً، كما في البحار أيضاً (4) ففيه أنه ينافي أيضاً قاعدة

1) بحار الأنوار: ج4 ص113.
2) الاُصول من الكافي: ج1 ص147.
3) شرح الاُصول من الكافي للمولي صالح المازندراني: ج4 ص331.
4) بحار الأنوار: ج4 ص133، و شرح الاصول من الكافي ج4 للمولي صالح المازندراني ذيل الصفحة 330 ـ 331.