• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

نري أنفسنا عند عدم إشباع كمال من الكمالات غيرآيسين من النيل إلي كمال فوقه إلي أن ينتهي إلي كمال لا نهاية له و هو الذي يوجب السكون و الاطمئنان و لا نشبع من حبه و لا نشمئز من الخضوع و العبادة له ، « ألا بذكر الله تطمئن القلوب » (1) .

ففطرة الرجاء و فطرة حب الكمال المطلق و فطرة عبادته و الخضوع له كلّها مظاهر مختلفة للمعرفة الفطرية و هي العلم الحضوري بالرب المتعالي لأنها آثار تلك المعرفة و لا يمكن وجودها بدونها بعد كون غير الرب محدوداً بمرتبة و مفقوداً في بعض الاحيان .

ثم مع ثبوت هذه المعرفة الفطرية حصلت المعرفة بالواجب المتعال؛ لأن العلم عين الكشف و لا حاجة إلي مقدمات اُخري كما ذهب إليها شيخ مشايخنا الشاه آبادي ـ قدس سرّه – حيث قال : بأن العشق من الصفات الإضافية يقتضي معشوقاً كما كنت عاشقاً بالفعل فلتحكم بوجود معشوق الفطرة في دار التحقق كما قال مولانا : «عميت عين لا تراك ... الخ » (2) .

وذلك لأن نفس المعرفة الفطرية عين المعرفة به تعالي و لا حاجة إلي ضميمة أنه لا يعقل وجود أحد المتضايفين بدون الآخر فلا تغفل.

ثم إن هذا الإدراك حيث كان من خصائص الخلقة في الإنسان ليس فيه خطأ ، كما أن السمع و البصر لا يفعلان إلاّ ما قرر في خلقتها له بالسمع لا يريد الرؤية كما أن البصر لا يريد السماع فكل شيء في خلقتنا لا يقصد لايقصد إلاّ ما هو له (3) . و عليه فتوجيه قلوبنا نحو وجوده تعالي أمر فطري لا خطأ فيه . و ليس هذه المعرفة من باب القضايا المعقولة التي يحتمل فيها الصدق و الكذب ، بل هو من

1) الرعد : 28 .
2) رشحات البحار : كتاب الإنسان و الفطرة ص 37 .
3) راجع أصول فلسفه : ج 5 ص 46 .