• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

غير أنه وردت عن أئمتنا الأطهار ـ عليهم السلام ـ روايات توهم القول بصحة البداء بالمعني المتقدم، كما ورد عن الصادق ـ عليه السلام ـ «ما بدا لله في شيء كما بدا له في اسماعيل ابني» و لذلك نسب بعض المؤلفين في الفرق الإسلامية، إلي الطائفة الإمامية، القول بالبداء، طعناً في المذهب و طريق آل البيت، و جعلوا ذلك من جملة التشنيعات علي الشيعة.
هو دأب الكتاب، و من الدليل علي كون النزاع لفظياً، استدلالهم علي نفي البداء عنه تعالي بأنه يستلزم التغير في علمه، مع أنه لازم البداء بالمعني الذي يفسر به البداء فينا، لا البداء بالمعني الذي يفسره به الإخبار فيه تعالي» (1).

فالبداء علي قسمين: أحدهما محال كما تدل عليه الأدلة العقلية، و جملة من الروايات الواردة عن طرق أهل البيت ـ عليهم السلام ـ و هو الذي مقرون بتبدل الرأي و الندامة، و ثانيهما ممكن واقع، و هو ظهور الأشياء علي خلاف المقتضيات و المعدات، كموت شخص صحيح المزاج الذي لا يتوقع موته، و شفاء مريض لا يتوقع برؤه، و هذا الظهور بالنسبة إلينا، و أما بالنسبة إليه تعالي، فلا خفاء، بل علمه من الأزل. و بتعبير آخر فهو ظهور منه خفاء، لا ظهور له تعالي، والمحال هو الظهور له، لا الظهور منه لنا. فالبداء المحال هو التبدل و التغير في ناحية علمه الذاتي، و هو الذي لا يقول به أحد من الشيعة، و أما التبدل و التغير في ناحية فعله تعالي، سواء كان تكوينياً أو تشريعياً، فلا مانع منه، بعد كونه معلوماً له بأطرافه، و هو الذي اعتقده الشيعة به، و ورد الروايات المتعددة للترغيب نحو الايمان به؛ لأنه يوجب أن يرجو أو يخاف تبدل شيء و تغيرة و يعمل بمقتضاه علي الدوام. .

1) تفسير الميزان: ج11 ص420.