• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

يمرض، أبدا له في ذلك؟ أليس يحيي و يميت، أبدا له في كل واحد من ذلك؟ فقالوا: لا، قال: فكذلك الله تعبّد نبيه محمداً بالصلاة إلي الكعبة، بعد أن تعبّده بالصلاة إلي بيت المقدس، و ما بدا له في الأول ـ الحديث الشريف» (1).

و حاصله أن البداء التشريعي كالبدا‌ء التكويني، فكما أن في البداء التكويني ما بدا شيء له تعالي، لأنه العالم بالعواقب، بل بدا منه لغيره، كذلك في البداء التشريعي.

و أما البداء بمعناه الآخر من ظهور الشيء منه تعالي للغير، علي خلاف ما تقتضيه المقتضيات الغير التامة و المعدات، فلا استحالة فيه؛ لأنه لا ينافي علمه به و إرادته به من الأزل، و هو أمر واقع في النظام العالمي المادي الذي لا يخلو عن التزاحم بين المقتضيات، و من المعلوم أن الواقع لا يقع إلاّ لكونه ممكناً، فلا مجال لدعوي استحالته بعد الوقوع.

قال العلاّمة الطباطبائي ـ قدّس سرّه ـ في ذيل قوله تعالي: «يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده اُم الكتاب» ما حاصله: «أنما البداء هو ظهور أمر منه تعالي ثانياً، بعد ما كان الظاهر منه خلافه أولاً، فهو محو الأول و إثبات الثاني، والله سبحانه عالم بهما جميعاً، و هذا مما لا يسمع لذي لب إنكاره، فإن للاُمور و الحوادث وجوداً بحسب ما تقتضيه أسبابها الناقصة، من علة أو شرط أو مانع ربما تخلف عنه، و وجوداً بحسب ما تقتضيه، أسبابها و عللها التامة، و هو ثابت غير موقوف ولا متخلف ـ إلي أن قال: ـ و علي أي حال ظهور أمر أو إرادة منه تعالي، بعد ما كان الظاهر خلافه واضح لا ينبغي الشك فيه، و الذي أحسب أن النزاع في ثبوت البداء، كما يظهر من أحاديث أئمة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ و نفيه كما يظهر من غيرهم، نزاع لفظي، و لهذا لم نعقد لهذا البحث فصلاً مستقلاً علي ما

1) بحار الأنوار: ج4 ص106.