• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

له فيه، و معني ظهر فيه أي ظهر منه» (1).

و عليه فظهور الرأي بالخصوص علي خلاف الرأي السابق و تبدله، ليس داخلاً في حاق لفظ البداء؛ لإمكان أن يتصور البداء لنفس الشيء، بأن يظهر نفسه بعد خفائه، كما أن المراد من اللآية التي استدل بها في المفردات هو كذلك، فإن ما بدا لهم هو نفس ما لم يكونوا يحتسبون، كما يمكن أن يتصور البداء بظهور الشيء بعد عدمه، كظهور الموت بعد الحياة و بالعكس، و مرجع الظهور في الفرضين إلي الظهور منه تعالي للناس مطلقاً سواء كان موتاً أو حياةً أو أجراً أو غير ذلك. بالبداء لا يختص يتبدل الرأي و ظهوره علي خلاف الرأي السابق مع اقترانه بالندامة كما هو المصطلح عند العامة، بل هو مصداق من مصاديق الظهور فالبداء اعم من تبدل الرأي، لما عرفت من أنه هو الظهور كما اختاره الشيخان ـ قدّس سرّهما ـ و صرح به المصباح المنير و المفردات، و مما ذكر يظهر ما في البحار حيث قال: «اعلم أنه لما كان البداء ـ ممدوداً ـ في اللغة بمعني ظهور رأي لم يكن، يقال: بدا الامر بدواً: و بدا له في هذا الأمر بداء، أي نشأ له فيه رأي، كما ذكره الجوهري، فلذلك يشكل القول بذلك في جناب الحق تعالي. انتهي موضع الحاجة منه».

لما عرفت من أن البداء في اللغة لا يختص بتلك الصورة، و قول الجوهري لا ينافي سائر أقوال اللغويين؛ لأنه فسره بأحد مصاديقه، مع أن الآخرين صرحوا بأعمية البداء من ذلك، و لم يشترطوا فيه تبدل الرأي و الندامة، هذا مضافاً إلي أن كلا المعنيين مذكوران في عبارته كما لا يخفي، و علي ما ذكر فإن أراد المصنف بقوله: «البداء في الانسان ـ الخ» تفسير البداء بذلك و اختصاصه به، ففيه ما عرفت من عدم اختصاصه به، و إن أراد بذلك ذكر مصداق من مصاديقه

1-1) راجع بحار الأنوار: ج4 ص125 ـ 126 ذيل الصفحات.