• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

تعالي : « إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض » (1) و الفطرة كفعلة لبيان كيفية في الخلقة كالجلسة فالمراد من فطرة الإنسان هي كيفية في خلقة الإنسان و هي ترجع إلي كسفية في هويته (2) التي منها : إدراكه بالعقل البديهي وسيأتي الإشارة إليه في الأدلة العقلية . و هذا هو الذي عبر عنه في المنطق بالفطريات أي القضايا التي قياساتها معها كقولهم : الإثنين خمس العشرة . و هذا النوع من الإدراك الذي من خصائص خلقة الإنسان يتوقف علي تشكيل القياس و أخذ النتيجة، و لذا يكون من اقسام العلم الحصولي لا العلم الحضوري ، و سمي هذا الإدراك بفطرة العقل البديهي.

و منها : إدراكه بقلبه كعلم النفس بالنفس فلا يحتاج إلي وساطة شكل قياسي كما لا يخفي، و لذا يعدّ من أقسام العلم الحضوري فالإنسان بفطرته يعلم بنفسه و يجب الكمال و الجمال . و سمي هذا الإدراك بفطرة القلب .

ثم بعد وضوح معني الفطرة ، فليعلم أن المستدل بالفطرة علي إثبات المبدأ المتعالي وصفاته و توحيده أراد الفطرة القلبية و قال : إن القلب يعلم بالعلم الحضوري ربّه و يعرفه و الدليل عليه هو رجاؤه بالقادر المطلق عند تقطع الأسباب الظاهرية المحدودة وحبه له وإن غفل عنه كثير من الناس بسبب الاشتغال بالدنيا في الإحوال العادية . إذ الرجاء و الحب فرع معرفته به و إلاّ لم يرجه و لم يحبّه مع أن الرجاء به أمر واضح عند تقطع الأسباب الظاهرية كما يشهد له رجاء من كسرت سفينته في موضع من البحر لا يكون أحد و لا إمداد، بقدرة وراء الاُمور العادية (3) ؛ و مع أن حب الكمال المطلق لاخفاء فيه حيث إنا

1) الأنعام : 79 .
2) لأن الخلق و المخلوق كالإيجاد و الوجود حقيقة واحدة و انما الاختلاف بينهما بالاعتبار من جهة الاضافة الي الفاعل و القابل فالكيفية في الخلق تؤول إلي كيفية في المخلوق.
3) روي في توحيد لاصدوق عن الصادق ـ عليه السلام ـ ما يدل علي ذلك ، راجع : ص 221 .