• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

أبا جعفر عمل في هذا الباب علي أحاديث شواذ، لها وجوه يعرفها العلماء متي صحت و ثبتت أسنادها، و لم يقل فيه قولاً محصلاً» (1) نعم رواه السيد في نهج البلاغة أيضاً أنه قال ـ وقد سئل عن القدر ـ: «طريق مظلم فلا تسلكوه، و بحر عميق فلا تلجوه، و سرالله فلا تتكلفوه» (2) فافهم.

و ثانياً: بأن دلالتها علي الرمة التكليفية غير واضحة؛ لأن لحن جملة منها هو لحن الارشاد كالنهي عن التكليف، والأخبار بأن القضاء و القدر وادٍ مظلم و بحر عميق. هذا، مضافاً إلي شهادة ذيل الرواية الثانية علي أن المنهي عنه هو السعي للاطلاق علي كنه المقدرات و الاشراف عليها، ومن المعلوم أنه أمر لا يناله الإنسان نيلاً كاملاً، ولا مصلحة فيه، بل لا يخلو عن المفسدة كما لا يخفي فكما أن التأمل حول كنه ذاته تعالي ممنوع، كذلك التأمل حول كنه المقدرات ممنوع؛ لأنه فوق مستوي مقدور البشر ولا يزيده إلاّ الحيرة و الفساد، و أما فهم معني القضاء و القدر فلا يكون مورداً للنهي فيها.

و ثالثاً: بأن الغور في معني القضاء و القدر لو كان حراماً، لما أجاب الأئمة ـ عليهم السلام ـ عن السؤال فيه، مع أنهم أجابوا السائلين و أوضحوا المراد منها، بل قد يكون الجواب في ذيل النهي المذكور، بعد اصرار السائل عن فهم معناه، كما في الرواية الاُولي، حيث قال السائل في المرتبة الرابعة: «يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، قال: فقال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: أما إذا أبيت فإني سائلك: أخبرني أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله؟ قال: فقال له الرجل: بل كانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد» (3) إلي أخر ما قال ـ عليه السلام ـ في توضيح المراد منهما فراجع.

1) تصحيح الاعتقاد: ص19.
2) بحار الأنوار: ج5 ص124.
3) بحار الأنوار: ج5 ص111.