• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الظل، وعليه فلو أراد الله تعالي فعلاً تكويناًً لوقع بإرادته ولو لم يرده العبد، لقوة قدرته و ارادته دون العكس، و لعل إليه يؤول ما أشارإليه المحقق الطوسي ـ قدّس سرّه ـ في متن تجريد الاعتقاد حيث قال: «و مع الاجتماع يقع مراده تعالي».

إن قلت: ربما يقع الفعل عن العبد علي خلاف ارادته تعالي، ككفر الكفار و عصيان العصاة، مع أنه تعالي لا يريد الكفر و العصيان.

قلت: إنه تعالي في مثل ما ذكر لا يريد تكويناً إلاّ ما اختاره العباد و لو بالارادة التبعيّة، فما وقع عن العباد لايخرج عن ارادته و إن منعهم و زجرهم عنه تشريعاً؛ لأنه أراد أن يفعل الإنسان ما يشاء بقدرته و اختياره، حتي يتمكن من النيل إلي الكمال الاختياري، فمقتضي كونه مختاراً في أفعاله هو أن يتمكن من السعادة و الشقاوة كليهما، فلا معني لأن يكون مختاراً و مع ذلك لا يكون متمكناً من الشقاوه فاللازم هو التمكّن بالنسبة إلي كل واحد من السعادة و الشقاوة، وهذا التمكّن اُعطي للإنسان من ناحية الله تعالي مع منعه اياهم عن سلوك مسلك الشقاوة ففي نظائر ما ذكر لا يغلب ارادة الكفار والعصاة علي ارادته تعالي، بل هو المريد لفعل العبد عن اختياره و ارادته لا جبراً و بدون  الاختيار، ولعل إليه يرجع قوله عزّوجل: «و ما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله»(1).

إذ الآية المباركة في عين كونها في مقام إثبات المشيئة له تعالي، أثبت المشيئة للإنسان أيضاً، وليس هذا إلاّ الطولية المذكورة، و يؤيدها ما روي عن رسول الله ـ صلّي الله عليه و آله ـ «إن الله يقول: يابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، و بارادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد» (2).

1) الدهر: 30.
2) بحار الأنوار: ج5 ص94.