• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الارادة و هو الفارق عندهم بين الفعل الاختياري و الاضطراري.

و الذي أوجب هذا الزعم الفاسد فيهم، هو عدم درك معني التوحيد الأفعالي، و تخيلوا أنه لا يمكن الجمع بين التوحيد الافعالي و سببية الأشياء.

و فيه

أوّلاً:

أن انكار السببية و العلية خلاف الوجدان، فإنا نري أنفسفا علة ايجادية بالنسبة إلي التصورات و التفكرات الذهنية و نحوها من أفعال النفس؛ لأن هذه الاُمور مترشحة عن النفس و متوقفة عليها من دون العكس، و ليس معني السببية إلاّ ذلك، و الوجدان أدل دليل علي ثبوت السببية و العلية فلا مجال لانكارها.

و ثانياً:

أن التزاحم المشاهد بين الماديات مما يشهد علي وجود رابطة العلية و التأثير و التأثر بالمعني الأعم فيها، و إلاّ فلا مجال لذلك، إذ المفروض أنه لا تأثير لها، و إرادته تعالي لا تكون متزاحمة، لعدم التكثر في ذاته، و المفروض أنه لا دخل لغيره تعالي في السببية، فالتزاحم ليس إلاّ لتأثير الماديات بعضها في بعض.

و ثالثاً:

بأن النصوص الشرعية تدل علي وجود الرابطة السببية، كقوله تعالي: «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً» (1) حيث نسب التمثل و هكذا هبة الغلام إلي الروح.

و كقوله عزَّوجلّ: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» (2) إذ أسند عذاب الكفار إلي أيدي المؤمنين و غير ذلك من الآيات، فلا وجه لإنكار السببية.

و أما توهم المنافاة بينهما و بين التوحيد الأفعالي فهو مندفع، بأن السببية المذكورة ليست مستقلة حتي تنافيه، بل هي السببية الطولية، و هي منتهية إليه

1) مريم: 17 ـ 19.
2) التوبة: 14.