• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ولا يرفع هذا اللطف و هذه الرحمة أن يكون العباد متمردين علي طاعته، غير منقادين إلي أوامره و نواهيه (4).
مما ذكره أهل الكلام، من أن الانسان يصير بالتكليف مقرباً إلي المصالح و مبعداً عن المفاسد،‌ إذ مقتضاه كما صرح به في المثال المذكور، أن الإنسان مع قطع النظر عن التكليف يكون متمكناً من السلوك نحو الكمال، و إنما لا يسلكه إلاّ بالتكليف، مع أن المعلوم خلافه، إذ الإنسان لا يقدر بدون التكليف و الإرشاد الشرعي، من السلوك نحو الكمال، و كم من فرق بينهما. فالأولي في مورد التكليف هو القول بأنه يوجب أن يتمكن الإنسان من الامتثال. .

4) لأن الدلالة‌ علي طرق الخير و الإرشاد إلي ما فيه الصلاح، والزجر عما فيه الفساد و الضرر، لطف و رحمة في حق العباد، و يقتضيه ذاته الكمال، و التمرد و عدم الاطاعة من العباد، لا يخرج الدلالة و الإرشاد عن كونها لطفاً و رحمة، هذا. مضافاً إلي أن الدلالة و الإرشاد، توجب إتمام الحجة عليهم بحيث لا يبقي لهم عذر في المخالفة و التمرد.

لا يقال: إن العقل يكفي لتمييز المصالح عن المفاسد، لأنا نقول ليس كذلك، لمحدودية معرفة الإنسان في ما يحتاجه من الاُمور الدنيوية، فضلاً عن المعنويات، والعوالم الاُخري كالبرزخ و القيامة، فالإنسان في معرفة جميع المصالح و المفاسد و طرق السعادة و الشقاوة يحتاج إلي الدلالة و الإرشاد الشرعي ولا غني له عنه.

و مما ذكر ينقدح أنه لا مجال أيضاً لدعوي كفاية الفطرة، فإنها محتاجة إلي الاثارة و التنبيه بواسطة الدلالة المذكورة و بدونها لا تكفي لذلك كما لا يخفي.