• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ونعتقد أنه تعالي لا بد أن يكلف عباده، و يسن لهم الشرايع، وما فيه صلاحهم و خيرهم، ليدلهم علي طرق الخير و السعادة الدائمة، ويرشدهم إلي ما فيه الصلاح، ويزجرهم عما فيه الفساد و الضرر عليهم وسوءللأخذ بالبراءة العقلية من قبح العقاب بلا بيان، فإن البيان موجود، و إنما هو لم يرجع إليه، و لذا لم تقبح مؤاخذه الجاهل المذكور في الصورتين بلأدلة الأربعة المذكوره، التي أشار إليها الشيخ ـ قدّس سرّه ـ و هذا كلام حسن، و إن كان في التمسك بالاجماع مع وجد الدليل العقلي و الشرعي مناقشة؛ لأنه من المحتمل أن يكون مستندهم هو الدليل العقلي، أو الشرعي، فلا يكشف عن شيء آخر.

ثم إن الظاهر من بعض الأدلة المذكوره، سيما الأدلة الدالة علي مؤاخذة الجهال، أن السؤال و العقاب علي ترك الواقع لا علي ترك التعلم، و لذا قال في الحديث: «هلا تعلمت حتي تعمل؟» و إليه أشار الشيخ ـ قدّس سرّه ـ حيث قال: «لكن الانصاف ظهور أدلة و جوب العلم في كونه واجباً غيرياً، مضافاً إلي ما عرفت من الأخبار في الوجه الثالث، الظاهره في المؤاخذة علي نفس المخالفة، انتهي» (1).

وعليه فما ذهب إليه صاحب المدارك و من تبعه، من أن العلم واجب نفسي، والعقاب علي تركه من حيث افضائه إلي المعصية، أعني ترك الواجبات، وفعل المحرمات المجهولة تفضيلاً مشكل، بل غير صحيح، فلا يعاقب من خالف الواقع إلاّ عقوبة واحده علي مخالفه الواقع، و مما ذكر يظهر ما في ظاهر عبارة المصنف حيث جعل أن العقاب علي تقصير الجاهل المقصر في ترك التعلم، لا علي ترك الواقع، فتدبر جيداً. .

1) فرائد الاُصول: ص 303.