• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

« ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتي عَفوا و قالوا قد مس آباءنا الضراء و السراء فأخذناهم بغتة و هم لا يشعرون» (1) قوله: «حتي عفوا» أي كثروا عِدة أو عُدة و أصله الترك، أي تُركوا حتي كثروا، ومنه إعفاء اللحي.

و كيف كان فالمكافأة و العذاب و التنبيه من علل وجود المصيبات، كما هو صريح الآيات المذكمورة‌ و غيرها، بل الروايات منها: صحيحة فضيل بن يسار عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: «ما من نكبة تصيب العبد إلاّ بذنب و ما يعفو الله عنه أكثر» (2).

و صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ قال: أما أنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلاّ بذنب، و ذلك قول الله عزَّوجل في كتابه: « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير» قال: ثم قال: « و ما يعفوالله اكثر مما يؤاخذ به» (3).

و من المعلوم أن هذه المكافأة توجب كثيراً ما التنبه والا تعاظ و الرجوع.

و لعل إلي ذلك أشار الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ حيث قال في توحيد المفضل: «و يلذع (أي يوجع و يؤلم) أحيانا بهذه الآفات اليسيرة لتأديب الناس و تقويمهم، ثم لا تدوم هذه الآفات، بل تكشف عنهم عند القنوط منهم فيكون وقوعها بهم موعظة و كشفها عنهم رحمة ـ إلي أن قال ـ ولو كان هكذا (أي عيش الإنسان في هذه الدنيا صافياً من كل كدر) كان الإنسان سيخرج من الأشر و العتوّ إلي ما لا يصلح في دين و دنيا ـ إلي أن قال ـ فإذا عضّته المكاره و وجد مضضها اتّعظ و أبصر كثيراً مما كان جهله و غفل عنه و رجع إلي كثير مما كان يجب عليه» (4)، وقال ـ عليه السلام ـ أيضاً: إن هذه الآفات و إن كانت تنال الصالح

1) الاعراف: 95.
2) نور الثقلين: ج4 ص582.
3) نور الثقلين: ج 4 ص582.
4) بحارالأنوار: ج3 ص138.