• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون اُولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اُولئك هم المهتدون» (1).

الخامس: أن الاختلافات من جهة الأنواع و الأصناف و الأوصاف كالسواد و البياض أو البلادة و الذكاوة أو النقص والتمام أو الرجولية و الاُنوثية أو الإنسانية و الحيوانية و غير ذلك، لا تنافي العدل؛ كما عرفت هو إعطاء كل ذي حق حقه، و من المعلوم أنه لا حق للشيء قبل خلقته، فكل ما أعطاه الله تعالي للأشياء، هو فضل لاحق، و حيث ثبت أن كل ما أعطاه الله فضل، فالاختلاف فيه لا يكون ظلماً، و إليه يرشد ما روي عن جابر بن يزيد الجعفي حيث قال: «قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر ـ عليهما السلام ـ: يا ابن رسول الله إنا نري الأطفال منهم من يُولد ميتاً و منهم من يُسقط غير تام، و منهم من يولد أعمي، وأخرس و أصم، و منهم من يموت من ساعته إذا سقط إلي الارض، و منهم من يبقي إلي الاحتلام، و منهم من يُعمَّر حتي يصير شيخاً، فكيف ذلك، وما وجهه؟ فقال ـ عليه السلام ـ: إن الله تبارك و تعالي أولي بما يدبره من أمر خلقه منهم، و هو الخالق و المالك لهم، فمن منعه التعمير، فإنما منعه ما ليس له، ومن عمره فإنما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطي، و عادل فيما منع، ولا يُسأَل عما يفعل و هم يُسأَلون» (2).

و بالجملة فالاختلاف و التبعيض لا ينافي العدل، نعم لقائل أن يسأل عن حكمة ذلك، ولكن الجواب عنه واضح؛لأنه لولا الاختلافات لما وجد العالم المادي، و النظام الاجتماعي، مع أن خلقة العالم المادي، و النظام الاجتماعي مقصود، لكونه راجحاً، إذ لو كان المعيار هو التساوي المطلق لزم أن لا يوجد إلاّ شيء واحد، و هو لغو، و ليس بمقصود ولا يصدر منه، كما أنه لوكان المعيار

1) البقرة: 155 ـ 157.
2) نورالثقلين: ج3 ص419.