• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

للاعداد نحو الكمال بحسب مقتضيات الأحوال و هذا هو السر في الابتلاءات و المصيبات و الحوادث، ولكن يختلف حظوظ الناس منها لا ختلاف معارفهم، و عباد الرحمان أكثر حظاً من غيرهم فيها و لذلك برون تلك البلايا و الحوادث جميلة، و يحمدونه علي كل حال، لأنهم لايرون منه إلاّ ما يستحق الحمد عليه و إن عميت أعيان الناس عن رؤية جمال تلك الأمور، نعم يظهر حقيقة كل ما صدر عنه تعالي لكل أحد في يوم القيامة كما قال عزَّوجلّ: «يوم يدعوكم فتستحجيبون بحمده تظنون إن لبثتم إلاّ قليلاً » (1).

اذ نسب الحمد المطلق إلي جميع المبعوثين من القبر و ليس ذلك الاّ لرؤية جمال افعاله تعالي كما لايخفي و اليه يؤول ما ورد عن الإمام زين العابدين ـ عليه السلام ـ من أنه قال: من اتكل علي حسن اختيارالله تعالي لم يتمنّ انه في غير الحال التي اختارها تعالي (له)(2).

فهذه الاُمور في الحقيقة ليست شروراً بالنسبة إلي من يجعلها وسيلة لاستكمال نفسه و تخلقه بالأخلاق الحسنة، و إنما هي شرور بالنسبة إلي من لا يستفيد منها في طريق الاستكمال، و عليه فشريتها ليست من نفسها، بل من نفس من لا يستفيد منها.

فالعمدة هي كيفية الاستفادة من الأشياء سواء كانت بلايا و آفات أو غيرها من النعم، فالآفات و العاهات و البلايا كالنعم و الغني و الثروة والسلامة كلها من معدات الكمال.

فإيجاد البلايا و الشرور ليست منافية للعدالة و الحكمة، بل هي عين ما اقتضته الحكمة و العدالة في ابتلاء الناس و امتحانهم و استكمالهم كما نص عليه في كتابه الكريم: « و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال

1) اُصول فلسفة: ج5 ص69.
1) الإسراء: 52.
2) الدرة الباهرة للشهيد الأول: ص26.