• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

ذاتيات الطبيعة المادية، و إلي أن حركة العالم المادي و سوقه نحو الكمال، لا تحصل بدون التزاحم و التضاد و بطلان و انهدام، بل تكون موقوفة علي تلك الاُمور التي تسمي شروراً تظهر فائدة الشرور و مصلحتها. و بذلك يتقدح أن شرية ما سمّي شراً بلحاظ إضافته إلي جزئي و شيء خاص لا بلحاظ أوسع و إلاّ فهو خير و ليس بشر (1).

و هذه الفوائد و إن أمكن المناقشة في بعضها كقائدة موت بعض الأفراد لاستعداد المادة لحياة الآخرين؛ لإمكان أن يقال: توسعة المادة ليست بمحال، فمع التوسعة المذكورة لا موجب لموت بعض الأفراد، ولكن جملة الفوائد تكفي لإثبات كون شرية الاُمور المذكورة إضافية جزئية و أما بلحاظ الكل فهي خير و ليست بشر.

الرابع: أن البلايا و الآفات والعاهات، كثيراً ما تصلح لإعداد الكمالات المعنوية و الأخلاقية و هو السر في الابتلاء و الامتحان بها، و هذه الكمالات كالتوجه إلي الله و الانقطاع إليه و التخلق بالأخلاق الفاضلة، بحيث لو لم تكن تلك الاُمور لا يمكن النيل إلي هذه الكمالات المعنوية. مثلاً من أصابه مرض و أقدم علي العلاج، و صبرفيه، و دعال و تضرع إلي الله تعالي، و رضي بما قدره له من الشفاء أو عدمه، و الصحة أو السقم، حصل له من القرب إلي الله تعالي و التخلق بالأخلاق الحسنة ما لم يكن له قبل ابتلائه به فالمرض أعدله هذا التعالي و التكامل.

و هكذا من صار فقيراً من دون تفريط في الكسب و قنع بما في يده و رضي بما قدر له ولم يخضع لغني طمعاً بماله حصل له ملكة المناعة و عزة النفس و نحوهما من الملكات الفاضلة، وهكذا غير ذلك من البلايا و الآفات، فإنها تصلح

1) اُصول فلسفة: ج5 ص69.