• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

الشرور بناء علي وجوديتها تكون مقصودة بالتبع، إذ خلقة العالم المادي أو النظام الأتم الأحسن لا تمكن بدونها، و أما بناءً علي كون الشرور عدمية فليس لها وجود حقيقة حتي يتعلق بها قصد حقيقي ولو بالتبع، نعم يتعلق بها بالعرض و المجاز باعتبار تعليقه بالمقارنات المتلازمة للاعدام و الشرور (1).

الثالث: أن للشرور الحقيقية علي فرض كونها وجودية منافع و فوائد كثيرة مهمة بحيث يمكن سلب الشريه عن الشرور بملاحظتها، و لذا حكي عن أرسطو المعلم الأول أن كثيراً من هذه الشرور مقدمة لحصول خيرات و كمالات جديدة، فبموت بعض الأفراد تستعد المادة لحياة الآخرين، و باحسان الألم يندفع المتألم إلي علاج الأمراض و الآفات و إبقاء حياته، إلي غير ذلك من المصالح التي تترتب علي الشرور (2).

و إليه يؤول ما ذكره الاُستاذ الشهيد المطهري ـ قدّس سرّه ـ من أن الموت و الشيبة يلازمان لتكامل الروح و انتقاله من نشأة إلي نشأة اُخري، كما أنه لو لا التزاحم و التضاد لا تقبل المادة لصورة اُخري، بل اللازم أن يكون لها في جميع الأحوال و الأزمان صورة واحدة، و هو كافٍ للمانعية عن بسط تكامل نظام الوجود، إذ بسبب التزاحم و التضاد و بطلان و انهدام الصور الموجودة، تصل النوبة إلي الصور اللاحقة و يبسط الوجود و يتكامل، و لذا اشتهر في ألسنة الحكماء «لو لا التضاد ما صح دوام الفيض عن المبدأ الجواد» هذا مضافاً إلي تأثير الشرور في التكامل و التسابق الحضاري و الثقالي ألا تري أنه لولا العداوة و الرقابة، لما كانت المسابقة و التحرك، ولو لا الحرب لما كانت الحضارة و التقدم، و هكذا. فمع التوجه إلي أن العالم الطبيعي عالم تدرج و تكامل و حركة من القوة إلي الفعل و من النقص إلي الكمال، و تلك الحركة و التدرج من

1) راجع تعليقة النهاية: ص474.
2) راجع تعليقة النهاية: ص473.