• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

أن لا يوجد، و من المعلوم أن الحكمة تقضي أن لا يترك الخير الغالب (1).

ولكن هذا الجواب يفيد فيما يكون من لوازم الطبيعة المادية، و أما ما لايكون كذلك كالشرور الناشئة من النفوس الإنسانية أو الأجنّة كالشياطين فلا يفيد، لأنها سميت من اللوازم، بل تقع عن اختيارهم، فاللازم أن يقال: إن التكامل الاختياري الذي يقتضيه النظام الأحسن يتقوم بالاختيار، إذ بدونه لا يتحقق التكامل الاختياري، و معه ربما يقع الإنسان أو الجن في الشرور بسوء اختياره. فالأمر يدور بين أن يوجد مقتضايت التكامل الاختياري أم لا توجد و الحكمة تقتضي الوجود أن خيرات الاختيار أكثر بمراتب من شروره و من خيرات الاختيار تكامل المؤمنين و الأولياء و الشهداء و الصديقين و الأنبياء و الأوصياء و المقربين، و التكامل الاختياري من النظام الأتم الأحسن فيجب أن يوجد قضاء للحكمة، كما لا يخفي.

الثاني: لو سلمنا أن الشرور الحقيقية وجودية فنقول فيها بمثل ما قلنا في الشرور الاضافية في الاشكال الأخير، حاصله أن الشرور الوجودية الحقيقية من لوازم العالم المادي أو النظام الأحسن الأتم كما ذكر فالأمر يدور بين أن يترك العالم المادي مع أن فيه خيراُ غالباً أو يوجد و الثاني هو المتعين.

و لعل إلي بعض ما ذكر يؤول ما حكي عن أرسطو من أن الشرور الموجودة في العالم المادي لازمة للطبايع المادية بما لها من التضاد و التزاحم، فلا سبيل إلي دفعها إلاّ بترك ايجاد هذا العالم، و في ذلك منع لخيراته الغالبة علي شروره و هو خلاف حكمته وجوده سبحانه (2).

و مما ذكر يظهر أن الجواب في المسألة ليس موقوفاً علي عدمية الشرور، بل لو كانت الشرور الحقيقية وجودية‌ لامكن الجواب عنه بالمذكور. ثم إن خلقة

1) راجع اصول فلسفه: ج5 ص68.
2) راجع تعليقة النهاية: ص473.