• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

وجود شيء و فرضنا أنه لم يحصل بسببه نقص في شيء من الأشياء أصلاً فلا شك في أن وجوده خير بالنسبة إلي نفسه وليس فيه شر بالنسبة إلي شيء من الأشياء، فعلم من ذلك أن الشر بالذات هو العدم و الوجود انما يصير شراً باعتبار استلزامه له» (1).

فعلم ممّا ذكر أن الشر علي قسمين: أحدهما: هو الشر بالذات و بالحقيقة، وهو ليس إلاّ الاُمور العدمية التي لها شأنية الوجود، ولكن اختلت علتها بمفادة علة أقوي معها بحيث يمنعها عن التأثير فهذه الاُمور معدومة بعدم علتها، و ثانيهما: هو الشر بالعرض و بالاضافة، و هو ليس الاّ ما يؤدي إلي العدم، و عليه فليس بين الموجودات شر مطلق، و إنما الموجود هو الشر بالعرض و هو ما يؤدي إلي الشر بالذات، و الشر بالذات ليس بمجعول؛ لأنه معدوم بعدم علته، نعم هو مجعول مجازاً بجعل الشر بالعرض؛ اذ الشر بالعرض أمر وجودي مجعول ملازم للشر الذي يكون أمراًعدمياً.

ثم إن المراد من الأداء و السببية الذي قد يعبر عنه ب«الشر بالعرض» هو المقارنة لا السببية الاصطلاحية؛ لأنه مع الوجود الذي يؤدي إلي الشر، تختل علة الخير بوجود المانع، فإن العلةعلة ما لم يكن مانع عن تأثيرها، فإذا وجد المانع عنه فلا تأثير لها، بل سقطت عن تمامية العلية، و مع عدم تأثيرها لا وجود للمعلول أو لا وجود لكماله، فعدم وجود المعلول أو عدم كماله مستند إلي اختلال علته، و هو من جهة عروض المانع. مثلاً صحة الإنسان معلولة لاعتدال مزاجه، فإذا وجدت الميكروبات إختل الاعتدال بوجود المانع و فقدت الصحة باختلال الاعتدال، فعدم صحة البدن مستند إلي عدم علتها لا إلي الميكروبات إلاّ بالعرض والمجاز، و باعتبار أن اختلال علة الصحة بوجود الميكروبات، و من

1)درر الفوائد: ج1 ص457.