• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

فيه نقص و حاجة، و عليه فلا مجال للسؤال عن أفعاله الناشئة عن كمال ذاته فإن ما نشأ عن كمال ذاته لا قبح فيه حتي يسأل عنه، ولكنه غير مساعد مع كلماته فافهم.

و من المعلوم أن مع هذه الاحتمالات لا مجال لدعوي ظهور الآية‌ في مرادهم، ولو سلم دلالتها و ظهورها فيما ذكروه، فليحمل علي ما لا ينافي قاعدة التحسين و التقبيح، فإن الاُصل عند منافاة ظواهر الآيات مع الاُصول العقلية البديهية الوجدانية هو توجيهما علي نحو يرفع المنافاة بينهما فلا تغفل.

هذا مضافاً إلي أن المستدلين بالآية المذكورة غفلوا عن الآيات المتعددة الكثيرة، الدالة علي ثبوت التحسين و التقبيح العقليين.

منها: الآيات الدالة‌علي ارتكاز القبح و الحسن في العقول، مع قطع النظر عن الأدلة الشرعية كقوله تعالي: «أفحسبتم اَنما خلقناكم عبثاً» (1) فإنه يدل علي أن العبث قبيح، و قبحه مستقر في العقول، و لذا أنكر عليهم إنكار منبه ليرجعوا إلي عقولهم، و مثله قوله تعالي : «أيحسب الإنسان أن يترك سدي» (2) و نحوه قوله تعالي: « أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأَرض أم نجعل المتقين كالفجار» (3) و هذا أيضاً يدل علي أن قبح ذلك مرتكز في العقول.

ومنها: الآيات الدالة‌ علي تخطئة من حكم علي خلاف ما اقتضته العقول السليمة، كقوله تعالي: « أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون» (4) فإنه لم ينكر أصل حكم العقل، بل أنكر هذا الحكم السيئ إنكار منبّهٍ ليرجعوا إلي

1) المؤمنون: 115.
2) القيامة: 36.
3) ص: 28.
4) الجاثية: 21.