• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

كان ظلماً أو خلاف الحكمة بنظرنا فالضابطة هو ما يريد و يفعل، و لعله لذلك قال القرطبي: إن هذه الآية قاصمة للقدرية و غيرهم، و مراده من القدرية هم المعتزلة الذين يقولون بالتحسين و التقبيح العقليين، ومراده من غيرهم الإمامية.

وكيف كان فهذا الاستدلال ضعيف في غاية الضعف؛ لأن في الآية احتمالات اُخر فلو لم تكن الآية ظاهرة في غير ما توهمه الأشاعرة فلا أقل من أنه لا دلالة لها فيما ذهب إليه الاشاعرة.

و من الاحتمالات ما ذهب إليه جماعة‌ من المفسرين، من أن المراد أن الله سبحانه لما كان حكيماً علي الاطلاق كما وصف به نفسه في مواضع من كلامه، و الحكيم هو الذي لا يفعل فعلاً إلاّ لمصلحة مرجحة، فلا جرم لم يكن معني للسؤال عن فعله، بخلاف غيره، فإن من الممكن في حقهم أن يفعلوا الحق و الباطل، و أن يقارن فعلهم المصلحة و المفسدة، فجاز في حقهم السؤال، حتي يؤاخذوا بالذم العقلي، أو العقاب المولوي، إن لم يقارن الفعل المصلحة (1) و هو المروي عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ـ عليه السلام ـ حيث قال جابر: قلت له: يابن رسول الله، و كيف لا يسأل عما يفعل؟ قال: لإنه لا يفعل إلاّ ما كان حكمة و صواباً، و هو المتكبر الجبار و الواحد القهار. فمن وجد في نفسه حرجاً في شيء مما قضي كفر، و من أنكر شيئاً من أفعاله جحد (2) و يؤيده أيضاً ما روي في الأدعية المأثورة: اللهم إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني و إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني و إن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره و قد علمت أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عَجَلة و انما يَعجلُ من يخاف الفوت، و إنما يحتاج إلي الظلم الضعيف، و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك

1) راجع الميزان: ج14 ص292.
2) تفسير نورالثقلين: ج3 ص419 و هناك رواية اُخري التي سيأتي ذكرها في ص138 من هذه الرسالة.