• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

و الأوّل ثابت بالتواتر والثاني بالضرورة حيث إنّه سبحانه أجلّ من أن يکون هازلاً. و المفروض ثبوت ظهور مفرداته و مرکّباته و جُمله بطريق من الطرق السابقة و هو التبادر و صحّة الحمل و السلب والإطراد. و لم يبق إلاّ الأمر الرابع و هو حجّية ظهور کلامه، و الکتاب الکريم کتاب هداية و برنامج لسعادة الإنسان و المجتمع، فلازم ذلک أن تکون ظواهره حجّة کسائر الظواهر، و علي ذلک فما ذهب إليه الأخباريون بحجيّة کلّ ظاهر إلاّ ظاهر الکتاب ممّا لا وجه له بل هو دعوي تقشعرّ منها الجلود، و ترتعد منها الفرائص، إذ کيف توصف حجّةُالله الکبري، و الثقل الأعظم، بعدم الحجّية مع أنّ الکتاب هو المعجزة الکبري للنبيّ صلي الله عليه و آله وسلّم أفيمکن أن يکون معجزاً ولا يُحتج بظواهره و مفاهيمه مع أنّ الإعجاز قائم علي اللفظ و المعني معاً؟!

واعلم أنّه ليس المراد من حجّية ظواهر القرآن هو استکشاف مراده سبحانه من دون مراجعة إلي ما يحکم به العقل في موردها، أو من دون مراجعة إلي الآيات الأُخري التي تصلح لأن تکون قرينة علي المراد، أو من مراجعة إلي الأحاديث النبوية و روايات العترة الطاهرة في إيضاح مجملاته و تخصيص عموماته و تقييد مطلقاته.

فالاستبداد في فهم القرآن مع غض النظر عمّا ورد حوله من سائر الحجج ضلال لا شکّ فيه، کيف؟ والله سبحانه يقول: ( وَ أَنْزَلْنا إِلَيْکَ الذِّکْر لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَکَّرُونَ)(النحل/44) فجعل النبي مبيِّناً للقرآن و أمر الناس بالتفکّر فيه، فللرسول سهم في إفهام القرآن کما أنّ لتفکّر الناس و إمعان النظر فيه سهماً آخر، و بهذين الجناحين يُحلِّق الإنسان في سماء معارفه، و يستفيد من حِکَمِه و قوانينه.