مقولة هي أعم من الجميع أو أعم من البعض. و أمّا مفهوم الماهية و الشيء و الموجود و أمثالها الصادقة علي العشر جميعاً، و مفهوم العرض و الهيئة و الحال الصادقة علي التسع غير الجوهر، و الهيئة النسبية الصادقة علي السبع الأخيرة المسماة لالأعراض النسبية، فهي مفاهيم عامة منتزعة من نحو وجودها خارجة من سنخ الماهية. فما هية الشيء هو ذاته المقول عليه في جواب ما هو، و لا هوية إلا للشيء الموجود، و شيئية الشيء موجود، فلا شيئية لما ليس بموجود، و عرضية الشيء کون وجوده قائماً بالغير، و قريب منه کونه هيئةً و حالاً، و نسبية الشيء کون وجوده في غيره غير خارج من وجود الغير. فهذه مفاهيم متنزعة من نحو الوجود محمولة علي أکثر من مقولة واحدة، فليست من الموقلات کما تقدم.
و عن بعضهم: «أنّ الموقلات أربع، بإرجاع المقولات النسبية إلي مقولة واحدة، فهي الجوهر و الکم و الکيف و النسبة».
و يدفعه ما تقدم (من) أنّ النسبة مفهوم غير ما هوي منتزع من نحو الوجود، و لو کفي مجرد عموم المفهوم في جعله مقولة فليرد المقولات إلي مقولتين: «الجوهر و العرض»، لصدق مفهوم العرض علي غير الجوهر من المقولات، بل إلي مقولة واحدة هي الماهية أو الشيء.
