موضوعها و محمولها، فانّا إذا تصوّرنا الماهيّة بما أنّها ممکنة تستوي نسبتها إلي الوجود و العدم و توقف ترجّح أحد الجانبين لها و تلبّسها به علي أمر وراء الماهيّة لم نلبث دون أن نصدّق به، فاتصاف الممکن بأحد الوصفين ? اعني الوجود والعدم ? متوقف علي أمر وراء نفسه و نسمّيه العلّة لايرتاب فيه عقل سليم. و أمّا تجويز اتصافه ? و هو ممکن مستوي النسبة الي الطرفين ? بأحدهما لا لنفسه و لا لأمر وراء نفسه فخروج عن الفطرة الانسانيّة. و هل علّة حاجته إلي العلّة هو الامکان او الحدوث؟ قال جمع من المتکلمين بالثاني. و الحقّ هوالاول و به قالت الحکماء،
و استدلّوا عليه بأنّ الماهيّة باعتبار وجودها ضروريّة الوجود و باعتبار عدمها ضروريّة العدم. و هاتان ضرورتان بشرط المحمول و الضرورة مناط الغنا عن العلّة و السبب. و الحدوث هو کون