بقولهم: «إنّ اعادة المعدوم بعينه ممتنع». و قد عدّ الشيخ امتناع إعادة المعدوم بعينه ضروريّاً
وقد أقاموا علي ذلک حججاً هي تنبيهات بناء علي ضروريّة المسألة: منها أنّه لوجاز للموجود في زمان أن ينعدم زماناً ثمّ يوجد بعينه في زمان آخر لزم تخلل العدم بين الشيء و نفسه، و هو محال، لاستلزامه وجود الشيء في زمانين بينهما عدمٌ متخلل.
و منها أنّه لو جاز إعادة الشيء بعينه بعد انعدامه جاز إيجاد ما يماثله من جميع الوجوه ابتداءً و هو محال. أمّا الملازمة فلأنّ الشيء المعاد بعينه و ما يماثله من جميع الوجوه مثلان، و حکم الامثال فيها يجوز و فيها لا يجوز واحد. فلو جاز إيجاده بعينه ثانياً بنحو الاعادة جاز إيجاد مثله ابتداءً. و أمّا استحالة اللازم فلاستلزام اجتماع المثلين في الوجود عدم التميّز بينهما و هما اثنان متمايزان.
و منها أنّ اعادة المعدوم بعينه توجب کون المُعاد هو المبتدأ، لأنّ فرض العينيّة يوجب کون المُعاد هو المبتدأ ذاتاً و في جميع الخصوصيّات المشخّصة حتي الزمان، فيعود المُعاد مبتدءً و حيثيّة الاعادة عين حيثيّة الابتداء.
و منها أنّه لوجازت الاعادة لم يکن عدد العود بالغاً حّداً معيّناً يقف عليه، إذ لا فرق بين العودة الأُولي و الثالثة و هکذا إلي ما لا نهاية له. کما لم يکن