• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه نهم> فلسفه> نهایه الحکمه از ابتدای کتاب تا پایان المرحله السابعه (علامه طباطبایی)

غير ملتبس بغيرها إلّا أنّه يعسر التعبير عنها بما يفيد تصوّرها بالحقيقة. وهي تغاير الشهوة، كما أنّ مقابلها - وهي الكراهة - يغاير النفرة؛ ولذا قد يريد الانسان ما لا يشتهيه كشُرب دواء كريه ينفعه، وقد يشتهى ما لا يريده كأكل طعام لذيذ يضرّه». انتهى.

وبمثل البيان يظهر أن الإرادة غير الشوق المؤكَّد الذي عرّفها به بعضهم. وملخّص القول - الذى يظهر به أمر الارادة التي يتوقف عليها فعل الفاعل المختار - هو: أنّ مقتضى الاصول العقليّة أنّ كلّ نوع من الأنواع الجوهريّة مبدء فاعلىّ للأفعال التي ينسب إليه صدورها، وهي كمالات ثانية للنوع. فالنفس الانسانيّة - التي هي صورة جوهريّة مجرّدة متعلقة الفعل بالمادّة - علّة فاعليّة للأفعال الصادرة عن الانسان. لكنّها مبدأ علمىّ لا يصدر عنها إلّا ما ميّزته من كمالاتها الثانيّة من غيره ولذا تحتاج قبل الفعل إلى تصوّر الفعل و التصديق بكونه كمالاً لها. فان كان التصديق ضروريّاً او ملكة راسخة قضت بكون الفعل كمالاً ولم تأخذ بالتروّى، كالمتكلم الذي يتلفّظ بالحرف بعد الحرف من غير تروّ، ولو تروّى في بعضها لتبلّد وتلكأ وانقطع عن الكلام. وإن لم يكن ضروريّاً مقضيّاً به توسلّت إلى التروّي والفحص عن المرجّحات. فان ظفرت بما يقضى بكون الفعل كمالاً قضت به. ثمّ يتبع هذه الصورة العلميّة - على ما قيل - الشوق الى الفعل لما أنّه كمال ثان معلول لها، ثمّ تتبع الشوقَ الارادةُ وهى - وإن كانت لا تعبير عنها يفيد تصوّر حقيقتها لكن - يشهد لوجودها بعد الشوق ما نجده ممن يريد الفعل وهو عاجز عنه ولا يعلم بعجزه فلا يستطيع الفعل وقد أراده. ثمّ تتبع الارادةَ القوّةُ