• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هشتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای بحث نبوت تا پایان کتاب

قد نقضوا عهدهم لشدّة التذاذهم من سماعه، فهوَلاء ثلاثة من بلغاء قريش وأشرافهم وهم: أبو سفيان بن حرب، وأبو جهل بن هشام، والاَخنس بن شريق، خرجوا ليلة ليستمعوا كلام رسول اللّهص وهو يصلّـي من الليل في بيته، فأخذ كلّ رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر، تفرّقوا، فجمعهم الطريق فتلاقوا وقال بعضهم لبعض: «لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لاَوقعتم في نفسه شيئاً، ثمّ انصرفوا». (1) ولكن عادوا في ليلتين أُخرتين بمثل ذلك. وما هذا إلاّ لاَنّ القرآن كان كلاماً خلاّباً لعذوبة ألفاظه وبلاغة معانيه، رائعاً في نظمه وأُسلوبه، ولم يكن له نظير في أوساطهم. د. الطفيل بن عمر الدوسي من الحبائل التي سلكها أعداء النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) لصدّ تأثير القرآن، منع شخصيّات المشركين من لقاء الرسول و من تلك الشخصيات الطفيل، وكان رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً، فقد قدم مكّة ورسول اللّه بها فمشى إليه رجال من قريش و خوَّفوه من سماع كلام النبي وبالغوا في ذلك، يقول الطفيل: فواللّه ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ولا أُكلّمه، حتى حشوت في أُذني حين غدوت إلى المسجد كرسفاً. .. فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول اللّه قائم يصلّي عند الكعبة، فقمت منه قريباً فأبى اللّه إلاّ أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاماً حسناً، فقلت في

(1)السيرة النبوية:1|315 .