• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هشتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای بحث نبوت تا پایان کتاب

مبادىَ تكوّن العصمة لا شكّ أنّ ملكة العصمة عن المعاصي لا تحصل لصاحبها إلاّ بلطف من اللّه تعالى وتوفيقه،والّذي يعطي للاِنسان أهليّة وصلاحية للحصول عليها أمران:

1 . العلم القطعي بعواقب المعاصي ونتائج الطاعات: فانّه يخلق في النفس وازعاً قوياً يصدّه عن إرتكاب الاَعمال الخطيرة، وأمثاله في الحياة كثيرة، فلو وقف أحدنا على أنّ في الاَسلاك الكهربائية طاقة من شأنها أن تقتل من يمسّها عارية من دون عائق، فانّه يحجم من تلقاء نفسه عن مسّ تلك الاَسلاك والاِقتراب منها. وقس على ذلك سائر العواقب الخطيرة وإن كانت من قبيل السقوط في أعين الناس،وفقدان الكرامة وإراقة ماء الوجه، بحيث لا ترغد الحياة معه. فإذا كان العلم القطعي بالعواقب الدنيوية لبعض الاَفعال يوجد تلك المصونية عن الارتكاب في نفس العالم، فكيف بالعلم القطعي بالعواقب الاَُخروية للمعاصي ورذائل الاَفعال؟ علماً لا يداخله ريب ولا يعتريه شك، علماً تسقط دونه الحجب فيرى صاحبه رأي العين، ويلمس لمس الحس تبعات المعاصي ولوازمها وآثارها في النشأة الاَُخرى، ذاك العلم الذي قال تعالى فيه: «كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحيمَ» . (1) وكأنَّ الاِمام عليّاً _ عليه السلام _ يصف هوَلاء بقوله: «فهم والجنّة كمن قد رَآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذَّبون». (2)

(1)التكاثر:5 ـ 6 .

(2)نهج البلاغة: الخطبة 193، جاء فيها أوصاف المتّقين.