• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هشتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای بحث نبوت تا پایان کتاب

أقول: ما ذكره الشريف هو الصحيح وما ذكره المشهور سبب إلهي لتحقّق العصمة، فالحقّ انّ العصمة غصن من دوحة التقوى، وهي ملكة نفسانية راسخة في النفس، تمنع الاِنسان عن المعصية مطلقاً، فهي من سنخ التقوى لكنّها درجة قصوى منها، فالتقوى في العاديين من الناس، كيفية نفسانية تعصم صاحبها عن اقتراف كثير من القبائح والمعاصي، فهي إذا ترقّت في مدارجها وعلت في مراتبها، تبلغ بصاحبها درجة العصمة الكاملة والامتناع المطلق عن ارتكاب أيّ قبيح من الاَعمال، بل يمنعه حتى التفكير في خلاف أو معصية. عصمة الاَنبياء في تلقّي الوحي وإبلاغه ذهب جمهور المتكلّمين من السنّة والشيعة إلى عصمة الاَنبياء في هذه المرحلة. والعصمة في هذه المرحلة على وجهين: أحدهما: العصمة عن الكذب، والثاني: العصمة عن الخطأ سهواً في تلقّي الوحي ووعيه وأدائه، وما سيجيء من الدليل الاَوّل على إثبات العصمة عن المعصية، يثبت عصمتهم في هذا المجال، ولاَجل ذلك اكتفى به المحقّق الطوسي في إثبات العصمة على الاِطلاق، فإنّ الوثوق التام بالاَنبياء لا يحصل إلاّ بالاِذعان البات بمصونيتهم عن الخطأ في تلقّي الوحي وتحمّله وأدائه، عمداً وسهواً. أضف إلى ذلك انّ تجويز الخطأ في التبليغ ولو سهواً ينافي الغرض من الرسالة، أعني: إبلاغ أحكام اللّه تعالى إلى الناس. ويدلّ على عصمة الاَنبياء في هذا المجال قوله تعالى: «عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْأَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ