• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هشتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای بحث نبوت تا پایان کتاب

الحديثة من جانب آخر، ومن هذا الباب تفسير بعضهم النبوّة بالنبوغ والوحي بلمعات ذاك النبوغ. وحاصل مذهبهم: انّه يتميّز بين أفراد الاِنسان المتحضّر، أشخاص يملكون فطرة سليمة وعقولاً مشرقة تهديهم إلى ما فيه صلاح الاجتماع وسعادة الاِنسان، فيضعون قوانين فيها مصلحة المجتمع وعمران الدنيا، والاِنسان الصالح الذي يتميّز بهذا النوع من النبوغ هو النبي، والفكر الصالح المترشّح من مكامن عقله وومضات نبوغه هو الوحي، والقوانين التي يسنّها لصلاح الاجتماع هو الدّين، والروح الاَمين هو نفسه الطاهرة التي تفيض هذه الاَفكار إلى مراكز إدراكه، والكتاب السماوي هو كتابه الّذي يتضمن سننه وقوانينه. ويلاحظ عليه أوّلاً: لو صحّت هذه النظرية لم يبق من الاعتقاد بالغيب إلاّ الاعتقاد بوجود الخالق البارىَ، أمّا ما سوى ذلك فكلّه نتاج الفكر الاِنساني الخاطىَ، وهذا في الواقع نوع إنكار للدين. وثانياً: أنّ قسماً ممّا يقع به الوحي الاِنباء عن الحوادث المستقبلة، إنباءً لا يخطىَ تحقّقه أبداً، مع أنّ النوابغ وإن سموا في الذكاء والفطنة لا يخبرون عن الحوادث المستقبلة إلاّ مع الاحتياط والتردّد، لا بالقطع واليقين، وأمّا رجالات السياسة اللاعبون على حبالها لمصالحهم الشخصية، سواء صدقت تنبّوَاتهم أم كذبت، فإنّ حسابهم غير حساب النوابغ. وثالثاً: أنّ حملة الوحي ومدّعي النبوّة ـ من أوّلهم إلى آخرهم ـ إنّما ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى اللّه سبحانه ولا يدّعون لاَنفسهم شيئاً، ولا يشكّ أحد في أنّ الاَنبياء عباد صالحون، صادقون لا يكذبون، فلو كانت السنن التي أتوا بها من وحي أفكارهم، فلماذا يغرّون المجتمع بنسبتها إلى اللّه تعالى؟ هذا، ولو كانت شريعة النبيّ الخاتم (صلّى اللّه عليه وآله وسلم)