• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای کتاب تا بحث نبوت

ومن هنا تعرف أنّ القول بالبداء من صميم الدين ولوازم التوحيد والاعتقاد بعمومية قدرته سبحانه، وانّه من مقاديره وسننه السائدة على حياة الاِنسان من غير أن يسلب عنه الاختيار في تغيير مصيره، فكما أنّه سبحانه، كل يوم هو في شأن، ومشيئته حاكمة على التقدير، وكذلك العبد مختار له أن يغيِّـر مصيره ومقدره بحسن فعله، ويخرج نفسه من عداد الاَشقياء ويدخلها في عداد السعداء، كما أنّ له عكس ذلك. فاللّه سبحانه: «لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ» . (1) فهو تعالى إنّما يغيّر قدر العبد بتغيير منه بحسن عمله أو سوئه، ولا يعدّ تغيير التقدير الاِلهي بحسن الفعل أو سوئه معارضاً لتقديره الاَوّل سبحانه، بل هو أيضاً جزء من قدره وسننه. التقدير المحتوم والموقوف قد أشرنا سابقاً إلى أنّ التغيير إنّما يقع في التقدير الموقوف دون المحتوم، وهذا ما يحتاج إلى شيء من البيان فنقول: إنّ للّه سبحانه تقديرين، محتوماً وموقوفاً، والمراد من المحتوم مالا يبدّل ولا يغيّر مطلقاً، وذلك كقضائه سبحانه للشمس والقمر مسيرين إلى أجل معيّن، وللنظام الشمسي عمراً محدّداً، وتقديره في حقِّ كلّ إنسان بأنّه يموت، إلى غير ذلك من السنن الثابتة الحاكمة على الكون والاِنسان. والمراد من التقدير الموقوف الاَُمور المقدّرة على وجه التعليق، فقدّر

(1)الرعد:11