• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای کتاب تا بحث نبوت

براء منه، بل البداء عندهم كما عرفت تغيير التقدير المشترط من اللّه تعالى، بالفعل الصالح والطالح، فلو كان هناك ظهور بعد الخفاء فهو بالنسبة إلينا لا بالنسبة إلى اللّه تعالى، بل هو بالنسبة إليه إبداء ما خفي وإظهاره، ولو أطلق عليه البداء من باب التوسع اليهود و إنكار النسخ والبداء ثمّ إنّ المعروف من عقيدة اليهود انّهم يمنعون النسخ سواء كان في التشريع و التكوين، أمّا النسخ في التشريع فقد استدلّوا على امتناعه بوجوه مذكورة في كتب أُصول الفقه مع الجواب عنها، وأمّا النسخ في التكوين وهو تمكّن الاِنسان من تغيير مصيره بما يكتسبه من الاَعمال بإرادته واختياره، فقد استدلّوا على امتناعه بأنّ قلم التقدير والقضاء إذا جرى على الاَشياء في الاَزل استحال أن تتعلّق المشيئة بخلافه. وبعبارة أُخرى: ذهبوا إلى أنّ اللّه قد فرغ من أمر النظام وجفَّ القلم بما كان فلا يمكن للّه سبحانه محو ما أثبت وتغيير ما كتب أوّلاً. وهذا المعنى من النسخ الذي أنكرته اليهود هو بنفسه كما ترى حقيقة البداء بالمعنى الذي يعتقده الشيعة الاِمامية كما عرفت، فإنكاره من العقائد اليهودية التي تسرَّت إلى المجتمعات الاِسلامية في بعض الفترات واكتسى ثوب العقيدة الاِسلامية، مع أنّ القرآن الكريم يردُّ على اليهود في عقيدتهم هذه ويقول: «يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُوَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتاب» . (1) ويقول أيضاً: «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» . (2)

(1)الرعد: 39.

(2)الرحمن:29