• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای کتاب تا بحث نبوت

وأمّا انّـها ملائمة لمصالح الاِنسان أو غير ملائمة له، فلا صلة له ببرهان النظم الّذي بصدد إثبات انّ هناك مبدئاً وفاعلاً لعالم الطبيعة ذا علم و قدرة وإرادة، وأمّا سائر صفاته كالوجوب الذاتي، والعدل والحكمة ونحوها فلاِثباتها طرق أُخر، وسيجيء البحث عنها في الفصول القادمة فانتظره. الاِشكال الثالث ماذا يمنع من أن نعتقد بأنّ النظام السائد في عالم الطبيعة حاصل من قبل عامل كامن في نفس الطبيعة، أي انّ النظام يكون ذاتيّاً للمادّة؟ إذ لكلّ مادّة خاصيّة معيّنة لا تنفكّ عنها، وهذه الخواص هي التي جعلت الكون على ما هو عليه الآن من النظام. ويردّه انّ غاية ما تعطيه خاصيّة المادّة هي أن تبلغ بنفسها فقط إلى مرحلة معيّنة من التكامل الخاصّ والنظام المعيّن ـ على فرض صحّة هذا القول ـ لا أن تتحسّب للمستقبل وتتهيّأ للحاجات الطارئة، ولا أن تقيم حالة عجيبة ورائعة من التناسق والاِنسجام بينها وبين الاَشياء المختلفة والعناصر المتنافرة في الخواصّ والاَنظمة. ولنأت بمثال لما ذكرناه، وهو مثال واحد من آلاف الاَمثلة في هذا الكون، هب أنّ خاصيّة الخليّة البشريّة عندما تستقرّ في رحم المرأة، هي أن تتحرّك نحو الهيئة الجنينية، ثمّ تصير إنساناً ذا أجهزة منظّمة، ولكن هناك في الكون في مجال الاِنسان تحسُّباً للمستقبل وتهيُّوَاً لحاجاته القادمة لا يمكن أن يستند إلى خاصيّة المادّة، وهو انّه قبل أن تتواجد الخليّة البشريّة في رحم الاَُمّ وجدت المرأة ذات تركيبة وأجهزة خاصّة تناسب حياة الطفل ثمّ تحدث للاَُمّ تطوّرات في أجهزتها البدنية والروحيّة مناسبة لحياة الطفل وتطوّراته