• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

غيره ليس إلاّ من الممكنات، و حيث إن الممكنات موجودة به تعالي فكلها في طول الله لا في عرضه، و عليه فلا يمكن للمعلول الذي يكون في الطول أن يعارض علته و بضادها، فليس له تعالي مضاد يضاده، اذ وجود كل معلول حدوثاً و بقاءً منه تعالي؛ لأنه في حال الحدوث و البقاء ممكن ، محتاج و فقير في جميع اُموره و يتلقي الوجود منه تعالي فكيف يمكن أن يصير مستقلاً في وجوده و مضاداً له تعالي ، و قد انقدح بذلك أن الخالقية و الربوبية أيضاً واحدة؛ لأن غيره تعالي معلول في حدوثه و بقائه له تعالي، فكيف يمكن أن يخلق شيئاً أو يربِّب نفسه أو غيره من دون أن ينتهي إلي علته ؟ فكل أثر منه تعالي لا غير، كما اشتهر أنه ال مؤثر في الوجود إلاّ الله تعالي ، فتوحيد الذات يستلزم بالتقرير المذكور التوحيد الأفعالي و لعل عليه يدل قوله تعالي: « ذلكم الله ربكم خالق كل شيء» (1). كما أن التوحيد الأفعالي و منها التوحيد في الخالقية و الربوبية يستلزم التوحيد في العبودية ، إذ العبادة لا تليق إلاّ لمن خلق و ربَّب و المفروض أنه ليس إلاّ هو تعالي، و أما التوحيد التشريعي فهو أنه لما عرفنا من أن الخالق والرب ليس إلاّ هو فالجدير أن التشريع حقه، و ينبغي أن لا نطيع إلاّ إياه ، إذ الأمر و الحكم شأن الخالق العالم بمصالح العباد و هو التوحيد التشريعي «ان الحكم إلاّ لله » (2) و ينبغي أن لا نستعين ولا نطيع إلاّ منه، اذ الامور كلها بيده تعالي و هو التوحيد الاستعاني ، فالإطاعة لغيره من دون انتساب إليه تعالي باطلة كما أن الاستعانة من غيره من دون أن ينتهي إليه أوهن مما نسجته العنكبوت. و حيث علمنا بأن كل حسن و جمال يرجع إلي أصله فليكن الحب الأصيل مخصوصاً به و هو التوحيد الحبي . و لعل إليه يؤول قول إبراهيم ـ علية السلام ـ كما جاء في القرآن الكريم: « فلما أفل قال لا أحب الآفلين » (3).

1) الانعام : 101 .
2) يوسف : 40 .
3) الانعام : 76 .