• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل علي النبي، ومن أدعي فيه غير ذلك فهو مخترق كاذب، أو مغالط، أو مشتبه و كلهم علي غير هدي، فإنه كلام الله الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» (2)لهم مدة و أعوام و دعوة الرسالة و الإعذار و الإنذار دائمة عليهم، وهم في أشد الضجر منها و الكراهية لها و الخوف من عاقبتها و التألم من آثارها و تقدمها و ظهورها، و في أشد الرغبة في أهوائهم و عوائدهم و رياساتهم، والعكوف علي معبوداتهم، و مع ذلك لم يستطيعوا معارضة شيء من القرآن الكريم، ولا الاتيان بسورة من مثله، لكي تظهر حجتهم، و تسقط حجية الرسول و يستريحوا من عنائهم من الدعوة التي شتت جامعتهم الأوثانية، و قاومت رياساتهم الوحشية و تشريعاتهم الأهوائية، و فرقت بين الأب و بنيه، والأخ و أخيه، والزوج و زوجه، والقريب و قريبه و كدرت صفاء قبائلهم، و نافرت بين عواطفهم، ولم يجدوا لذلك حيلة إلاّ الجحود الواهي، و العناد الشديد و الاضطهاد القاسي، و الاستشفاع بأبي طالب و غيره تارة و المثابرة الوحشية اُخري، مع تقحم الأهوال و قتال الأقارب  مقاساة الشدائد، و أهوال المغلوبية، فلماذا لم يتظاهروا بأجمعهم عشر سنوات أو أكثر و يأتوا بشيء من مثل القرآن الكريم، و يفاخروه و يحاكموه في المواسم و المحافل التي أعدوها لمثل ذلك، فتكون لهم الحجة و الغلبة في الحكومة، و قرار النصفة، و ينادوا بالغلبة و يستريحوا من عناء هذه الدعوة، وهم هم، و مواد القرآن في مفرداته و تراكيبه من لغتهم، و اُسلوبه من صناعتهم التي لهم التقدم والرقي فيها ولله الحجة البالغة (1).

(2) يدل علي حفظ القرآن و بقائه من دون تغير و تبديل اُمور:

1) أنوار الهدي: ص133.