• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه چهارم> عقائد (4)> بدایه المعارف از ابتدا تا اول نبوت

و منها: ما أشارإليه في أنيس الموحدين و نسبه إلي الحكماء، و هو أنه من المعلوم أنه لا يصلح للنبوة إلاّ من أطاع جميع قواه من الطبيعية و الحيوانية و النفسانية لعقله و انقادت له، فمن يكون جميع قواه كذلك، يستحيل صدور المعصية منه؛ لأن جميع المعاصي عند العقل قبيحة، و من صدر عنه معصية غلب أحد قواه المذكورة كالغضب أو الشهوة علي عقله، ثم استحسنه و قال: إنه في كمال القوة و المتانة (1).

و فيه أنه أخص من المدعي؛ لأنه لا يثبت إلاّ العصمة عن الذنوب، ولا تعرض له بانسبة إلي العصمة عن الخطأ و النسيان فتدبر جيداً.

و منها: ما يظهر من «تنزيه الأنبياء» و حاصله أن عصيان النبي سواء كان حال نبوته أو قبلها يوجب تنفر الناس عن قبول قوله و استماع وعظه، فلا يسكن نفوس الناس إلي العاصي و من يجوز صدور العصيان و القبائح عنه، كسكون نفوسهم إلي من لم يصدر عنه عصيان، و ال يجوز عليه صدوره، مع أن اللطف واجب (2) و إليه يشير ما حكي عن العلامة ـ قدّس سرّه ـ في ضمن ما يلزم من إنكار العصمة «و منها سقوط محله و رتبته عند العوام، فلا ينقادون إلي طاعته فتنتفي فائدة البعثة» (3).

و فيه: أولاً: إن هذا البرهان لا يثبت عصمة النبي عن المعصية في الخلوات ولا عن السهو و النسيان و الخطأ و الاشتباه، إذ الاول مستور، اللهم إلاّ أن يقال: اثار المعاصي في الخلوات تظهر في الجلوات و معه يحصل التنفر العمومي و الثاني لا يكون قبيحاً عندهم، ولا يوجب التنفر إلاّ إذا صدر السهو و النسيان و نحوهما كثيراً، بحيث يسلب الاعتماد عنهم، فهذا الدليل و إن عم قبل النبوة

1) انيس الموحدين: ص99 الطبعة الحديثة.
2) تنزيه الانبياء: ص5 ـ 6.
3) دلائل الصدق: ج1 ص427.